وفاة جيم لوفيل: قائد أبولو 13 الذي حوّل كارثة الفضاء إلى انتصار تاريخي

وفاة جيم لوفيل: قائد أبولو 13 الذي حوّل كارثة الفضاء إلى انتصار تاريخي
وفاة جيم لوفيل: قائد أبولو 13 الذي حوّل كارثة الفضاء إلى انتصار تاريخي

توفي جيمس آرثر لوفيل جونيور، رائد الفضاء الأمريكي المعروف بدوره القيادي في مهمة أبولو 13 التاريخية، يوم الخميس الماضي عن عمر بلغ 97 عاما في مدينة ليك فورست بولاية إلينوي، حسبما أعلنت أسرته في بيان لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. اشتهر لوفيل بقيادته لتلك المهمة الفضائية التي تعرضت لانفجار خطير في خزان الأكسجين أثناء اقترابها من القمر في أبريل 1970، عندما كان الفريق على بعد حوالي 200 ألف ميل عن الأرض. تمكن لوفيل مع زميليه، فريد هايس وجون سويجرت، من إدارة الموقف بعد الانفجار والتخلي عن الهبوط ليجدوا في الوحدة القمرية الصغيرة ملاذا اضطروا لاستخدامه كقارب نجاة حتى العودة للأرض، رغم أنها صممت لإعاشة شخصين لمدة يومين فقط.

ولد لوفيل في مدينة كليفلاند الأمريكية عام 1928، وانتقل مع والدته إلى ميلووكي بعد وفاة والده. منذ صغره أظهر اهتماما كبيرا بمجال الفضاء، وبدأ حياته المهنية بدراسة الطيران في الأكاديمية البحرية الأمريكية، ثم عمل لاحقا كطيار اختبار في البحرية. في عام 1962، التحق ببرنامج الفضاء ليصبح أحد رواده البارزين في فترة السباق الفضائي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. شارك لوفيل في مهمتين من برنامج جيميني، ثم كان ضمن طاقم أبولو 8، أول بعثة بشرية تدور حول القمر، قبل أن يتم تعيينه قائدا لمهمة أبولو 13 التي أصبحت حدثا مفصليا في تاريخ رحلات الفضاء.

مهمة أبولو 13 كان من المخطط لها أن تهبط على منطقة فراماورو على سطح القمر، يقوم خلالها لوفيل وهايس بالسير على القمر فيما يبقى سويجرت في المدار. لكن الحادث المفاجئ أجبرهم على إلغاء الهبوط وتغيير مهمتهم كليا للنجاة، وهو الحدث الذي ألهم لاحقا كتابة كتاب القمر المفقود، ومن ثم تحويله إلى فيلم أبولو 13 الذي لعب بطولته الممثل توم هانكس عام 1995، واشتهرت فيه المقولة الشهيرة هيوستن لدينا مشكلة.

نال لوفيل خلال مسيرته عددا من الجوائز والأوسمة الرفيعة، من بينها وسام الحرية الرئاسي الذي منحه له الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1970، بالإضافة إلى وسام الشرف الفضائي من الكونغرس الأمريكي عام 1995.

توفيت زوجته مارلين العام الماضي، وترك وراءه أربعة أبناء و11 حفيدا وتسعة من أبناء الأحفاد. رغم أن لوفيل لم يحقق حلمه بالسير على سطح القمر، إلا أنه كان يعتبر نجاحه في إنقاذ طاقم أبولو 13 من كارثة محققة أعظم انتصار في حياته المهنية الفضائية.