
ساهم تشغيل القطار السادس للعودة الطوعية للسودانيين من محطة مصر في القاهرة إلى أسوان في تعزيز جهود تنظيم انتقال المواطنين الراغبين في العودة إلى بلادهم. وأدى ارتفاع أعداد السودانيين الراغبين في العودة إلى طلب متزايد على تذاكر السفر، حيث امتلأت القطارات السابقة بالكامل، ما دفع الجهات المعنية إلى مضاعفة الاستعدادات وتسيير قطارات إضافية. وتشهد المحطة في الفترة الأخيرة حركة نشطة نظراً للإقبال الواسع من السودانيين الذين يفضلون السفر بالقطار لما يوفره من أمان وتكلفة أقل مقارنة بوسائل النقل الأخرى.
اتخذت السلطات المشرفة قرار تشغيل القطار السادس كجزء من خطة يتم بموجبها تسيير رحلتين أسبوعياً، في محاولة لامتصاص ضغط الأعداد المتزايدة وتلبية احتياجات المسافرين. وشهدت هذه القطارات تزويدها بمقاعد إضافية وتحديث وسائل الراحة فيها لجعل الرحلة الطويلة إلى أسوان أكثر سهولة، حيث يتم بعدها استكمال إجراءات انتقالهم إلى الأراضي السودانية.
يأتي تشغيل قطارات العودة ضمن تنسيق كامل بين المسؤولين في مصر والسودان، في إطار الحرص على سلامة الركاب وتنظيم حركتهم عبر الحدود وتسهيل عبورهم، مع ضرورة التزام المسافرين بمواعيد القطارات المحددة لضمان انتظام الرحلات ومنع الزحام. كما أكدت الجهات المعنية على استمرار تنظيم الرحلات الدورية وفق جدول محدد يسمح بتدفق منظم للمسافرين وتخفيف الضغط على محطة مصر، ويجنب تكدس المواطنين أو حدوث أزمات على أبواب السفر.
الإقبال الكبير على هذه المبادرة يعكس مدى أهميتها بالنسبة للجاليات السودانية في مصر، خاصة في ظل الظروف الحالية، حيث يعتبرها الكثيرون استجابة حقيقية لاحتياجاتهم وخطوة فعالة تتيح لهم العودة بطريقة أكثر أمناً، كما يعزز تسيير هذه الرحلات العلاقات التاريخية بين البلدين عبر تعاون مشترك في مواجهة الظروف الطارئة.
ومن الملاحظ أن استمرار برنامج تسيير القطارات بشكل منتظم وفر للأسر السودانية فرصة للعودة والاستقرار مجدداً في وطنهم، مع الحد من معاناة انتظار وسائل نقل غير منظمة أو باهظة التكاليف. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود إنسانية مستمرة تسعى لتقديم حلول عملية للمشكلات المتعلقة بسفر الجاليات، وتعكس حرص المسؤولين على تخفيف العبء عن المواطنين وتقديم خيارات آمنة وفعالة لتحقيق عودة منظمة وناجحة.