الصيدلي السعودي يدعم الاكتفاء الدوائي ويساهم بقوة في تحقيق رؤية 2030

الصيدلي السعودي يدعم الاكتفاء الدوائي ويساهم بقوة في تحقيق رؤية 2030
الصيدلي السعودي يدعم الاكتفاء الدوائي ويساهم بقوة في تحقيق رؤية 2030

أثار دور الصيدلي السعودي في دعم قطاع الرعاية الصحية وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 اهتماما متزايدا خلال الفترة الأخيرة، حيث تصاعدت النقاشات بين المختصين والخبراء حول ضرورة تمكين الكوادر الوطنية في مهنة الصيدلة. هذا الاهتمام يعكس وعي المجتمع بأهمية الصيادلة السعوديين كركيزة لتحقيق الاكتفاء الدوائي الوطني وضمان جودة الخدمات الصحية، في ظل التوسع في المبادرات الحكومية لتعزيز توطين الوظائف وحماية سلاسل الإمداد الدوائي.

وتفاعل المجتمع بشكل لافت مع هذا الموضوع عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تصدر وسم الصيدلي السعودي قوائم الأكثر تداولا على منصة إكس، حيث عبّر مستخدمون عن رؤاهم حول واقع ومكانة الصيادلة السعوديين في سوق العمل. وبينما طالب البعض بمزيد من فرص التوظيف، ركز آخرون على أهمية الكفاءة العلمية والتدريب الفعلي كأساس للاستمرار في المهنة، معتبرين أن التنافسية العادلة ستبرز قدرات الكوادر الوطنية.

في الإطار ذاته، أوضح عبدالله الخميس رئيس الموارد البشرية بغرفة الرياض أن الصيدلي السعودي يحظى بفرص متكافئة داخل سوق العمل، مشدداً على ضرورة منح الفرصة أمام الكفاءات الوطنية لإثبات تميزها، دون الاعتماد المفرط على الكوادر الوافدة. من جهة أخرى، يرى العديد من الخبراء أن إعداد وتطوير الصيادلة السعوديين على المستوى الأكاديمي والمهني سيمثل نقطة انطلاق نحو تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للصناعات الدوائية.

على صعيد صناعة الأدوية، صرح البروفيسور أحمد الجبرين نائب رئيس مجلس إدارة شركة سيبماكو الدوائية بأن المملكة تهدف إلى توطين ما لا يقل عن 40 في المئة من قطاع صناعة الأدوية خلال السنوات المقبلة. وبيّن الجبرين أن تحقيق الاكتفاء الدوائي يندرج ضمن الأسس الحيوية للمنظومة الصحية، مؤكداً أن الاستثمار في الكوادر الوطنية سيدعم بناء قاعدة صناعية قوية تضمن استدامة الإمدادات وتطوير القطاع محليًا.

وتبرز الإحصاءات الرسمية التغيرات التي تشهدها مهن الصيدلة بالسعودية، فقد ارتفعت نسب التوطين بشكل ملحوظ، إذ سجلت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رفع معدلات التوطين إلى 35 بالمئة في الصيدليات المجتمعية و65 بالمئة في المستشفيات. وتشير بيانات منشورة عبر PubMed إلى ارتفاع نسبة الصيادلة السعوديين من 22 بالمئة سنة 2016 إلى قرابة 39 بالمئة عام 2021، بينما كشفت إحصاءات عبر ResearchGate عن تجاوز أعداد العاملين بالقطاع 30 ألف صيدلي ما بين مواطنين ووافدين.

وتوقعت تقارير متخصصة مثل Dawaa News استقطاب آلاف الصيادلة السعوديين إلى سوق العمل في المرحلة المقبلة، مع التحول نحو بيئة وظيفية أكثر استقرارا وتحفيزا للعاملين. كل تلك المؤشرات تعكس تقدماً في حضور الصيدلي السعودي ضمن السوق المحلي، وسط توقعات بزيادة الدور الوطني في صناعة وتوزيع الدواء خلال السنوات القادمة.

يشكل تمكين الصيادلة السعوديين خطوة استراتيجية لرسم مستقبل القطاع الصحي الوطني، ويساهم بشكل عملي في بلوغ الاكتفاء الدوائي على مستوى المملكة. وتؤكد وزارة الموارد البشرية والتقارير العلمية المتخصصة مسار التحول الجاري في قطاع الصيدلة، حيث تبرز الكفاءات الوطنية كعنصر حيوي لتحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030 ودفع عجلة الابتكار والبحث الصحي والدعم الصناعي.