
شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعا ملحوظا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، حيث زادت قيمة المعدن النفيس بنحو 45 جنيها، بالتزامن مع صعود الأسعار العالمية للذهب. هذا التحرك جاء بعد مكاسب ملحوظة سجلها سعر الذهب على المستوى العالمي في نهاية الأسبوع الماضي، خاصة عقب تعاملات الجمعة، التي عكست توقعات متزايدة بإمكانية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل. تصريحات جيروم باول رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، خلال ندوة جاكسون هول التي نظمها البنك المركزي، دعمت هذه التوقعات وزادت من تفاعل الأسواق مع ملف سعر الفائدة.
أما عن أسعار الذهب اليوم في السوق المصرية، فقد بلغ سعر الجرام عيار 24 نحو 5234 جنيها، بينما سجل الجرام عيار 21 حوالي 4580 جنيها، ووصل سعر الجرام عيار 18 إلى 3926 جنيها، في حين سجل سعر الجنيه الذهب 36640 جنيها.
وأظهرت البيانات الفنية وتحليلات السوق حسب تقرير جولد بيليون أن أونصة الذهب ارتفعت الأسبوع الماضي بنسبة 1.1% لتلامس مستوى 3378 دولارا، بعد أن افتتحت تداولاتها عند 3335 دولارا وأغلقت عند 3371 دولارا للأونصة، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة عقب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي. وشهدت جلسة الجمعة وحدها ارتفاعا في سعر الذهب العالمي بنسبة 1% ليحقق أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوع، متجاوزا منطقة 3330-3335 دولارا، وهي نقطة مقاومة ارتبطت بوجود المتوسط المتحرك لخمسين يوما في هذه المنطقة.
أثار جيروم باول حالة من عدم الوضوح في الأسواق بعد أن أشار إلى احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي بتعديل السياسة النقدية نتيجة تغيرات في موازين المخاطر، دون الإفصاح عن التزام واضح بخفض سعر الفائدة. وقد أوضح باول في تصريحاته أن مخاطر سوق العمل قد تزايدت، مع تحذيرات حول استمرار الضغوط التضخمية، لتنعكس تلك التلميحات على توقعات المحللين الذين باتوا يرجحون ارتفاع احتمالية خفض الفائدة في سبتمبر المقبل.
وكان لهذا التأثير انعكاس واضح على أسعار الذهب حيث كانت نسبة التوقعات في الأسواق تشير إلى فرصة بنسبة 85% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر القادم، بعدما بلغت النسبة 75% فقط قبل كلمة باول في جاكسون هول. في المقابل شهد الدولار الأمريكي هبوطا للأسبوع الثالث على التوالي، ليسجل أدنى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع مقابل سلة من العملات الرئيسية، بسبب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي أيضا.
من جانب التطورات السياسية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيقيل ليزا كوك عضو مجلس محافظي البنك الاحتياطي الفيدرالي إذا لم تتقدم باستقالتها، ما يعكس محاولات للإدارة الأمريكية لزيادة النفوذ على قرارات البنك المركزي.
وأظهر تقرير التزامات المتداولين الأسبوعي الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة حتى 19 أغسطس، تراجعا في عقود شراء الذهب الآجلة على يد المستثمرين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بنحو 12838 عقدا مقارنة بالأسبوع السابق، وفي الوقت نفسه ارتفعت عقود البيع بواقع 4057 عقدا، ما يشير إلى انخفاض في عمليات المضاربة على الذهب مؤخرا، نتيجة تباين وجهات النظر تجاه قرار خفض الفائدة، وسط ترقب تغير هذا التوجه في الفترات المقبلة.
ينتظر المتعاملون في الأسواق معرفة ما إذا كان الذهب سيتمكن من تجاوز مستوى 3400 دولار للأونصة، خاصة عقب الإغلاق الإيجابي الذي تحقق فوق نقطة المقاومة البالغة 3350 دولارا للأونصة بنهاية الأسبوع السابق.