شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوع الماضي، حيث قفز سعر أونصة الذهب بنسبة 1.1 في المئة ليبلغ أعلى مستوى له عند 3378 دولارا للأونصة، بعدما افتتح التعاملات عند 3335 دولارا وأغلق عند 3371 دولارا. يأتي هذا الصعود في وقت ترقبت فيه الأسواق المالية تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول ضمن فعاليات ندوة جاكسون هول، والتي ألمح خلالها إلى تغييرات محتملة في السياسة النقدية دون التصريح بشكل واضح بخفض وشيك لأسعار الفائدة.
أما على صعيد الأسعار المحلية للذهب، فقد وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 5234 جنيها، بينما سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4580 جنيها، وبلغ عيار 18 مستوى 3926 جنيها، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 36640 جنيها.
خلال جلسة الجمعة، صعد الذهب بنسبة 1 في المئة ليحقق أعلى قيمة له منذ أكثر من أسبوع، متجاوزا منطقة 3330 إلى 3335 دولارا للأونصة والتي ظلت محورا للتداولات طوال الأسبوع نظرا لوجود المتوسط المتحرك لخمسين يوما عند هذا النطاق. وقد أدى هذا الأداء الإيجابي إلى تساؤلات بين المستثمرين حول قدرة الذهب على كسر حاجز 3400 دولار للأونصة والثبات فوقه خلال الأيام المقبلة، لا سيما بعد أن أنهى الأسبوع الماضي فوق مستوى مقاومة مهم عند 3350 دولارا.
تصريحات جيروم باول جاءت متوازنة وحذرة، إذ أكد على تزايد المخاطر في سوق العمل مع استمرار الضغوط التضخمية، مما زاد حالة عدم اليقين لدى المستثمرين. هذا الأمر حفز توقعات الأسواق لخفض أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر المقبل، وارتفعت احتمالات ذلك الخفض إلى 85 في المئة مقارنة مع 75 في المئة قبل كلمة باول، وهو ما دعم أسعار الذهب نظرا إلى أن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن الأصفر الذي لا يقدم عائدا للمستثمرين.
شهد الدولار الأمريكي انخفاضا للأسبوع الثالث على التوالي بعد تصريحات رئيس الفيدرالي، مسجلا أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع مقابل سلة العملات الرئيسية. من جهة أخرى، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بنيته إقالة ليزا كوك، أحد أعضاء مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في حال لم تتقدم باستقالتها، في محاولة لتعزيز نفوذ الإدارة على سياسة البنك المركزي الأمريكي.
تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة حول وضع المضاربة في سوق الذهب للأسبوع المنتهي في 19 أغسطس كشف عن انخفاض صافي عقود شراء الذهب الآجلة لدى المستثمرين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بنحو 12838 عقدا مقارنة بالأسبوع السابق، بالتزامن مع ارتفاع عقود البيع بمقدار 4057 عقدا. ويشير التقرير إلى تراجع الإقبال على المضاربة بشراء الذهب مؤخرا نتيجة التباين في التوقعات بشأن سياسة خفض الفائدة، مع احتمالات بأن يتغير هذا التوجه خلال الفترة المقبلة وفق تطورات السياسات النقدية.
