
في عام 2020، اتخذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارا تاريخيا بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية (WHO) في خطوة أثارت الكثير من الجدل على الصعيدين المحلي والدولي وجاء هذا القرار في وقت عصيب حين كانت جائحة كورونا تتفشى بسرعة في جميع أنحاء العالم، مما جعل الأزمة الصحية تمثل تحديا هائلا للمنظمات الدولية والدول على حد سواء وكان قرار ترامب بمثابة تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه التعاون الدولي في مجال الصحة العامه فقد اعتبر الكثيرون أن الانسحاب من المنظمة في تلك اللحظة قد يضعف التنسيق العالمي لمكافحة الفيروس ومع ذلك، استند ترامب إلى عدة أسباب رئيسية لدعمه هذا القرار، بما في ذلك انتقاداته لإدارة المنظمة في التعامل مع الأزمة، واتهامها بالانحياز إلى الصين، فضلا عن مسألة الأعباء المالية التي تتحملها الولايات المتحدة.
إدارة جائحة كورونا وانتقادات لواشنطن
أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت ترامب للانسحاب من المنظمة كان ما اعتبره إدارة غير فعالة لجائحة كورونا من قبل منظمة الصحة العالمية ترامب اتهم المنظمة بالتأخر في استجابتها للأزمة الصحية، فضلا عن تصريحاتها المبدئية حول الفيروس التي اعتبرها مضللة وكما وجه اتهامات إلى المنظمة بأنها كانت متواطئة مع الصين في تأخير الإعلان عن خطورة الفيروس.
الانحياز إلى الصين
انتقد ترامب المنظمة لتبنيها وجهات نظر الصين بشأن فيروس كورونا، خاصة في بدايات الأزمة وحيث اعتبر أن المنظمة كانت متساهلة مع الصين في التعامل مع الأزمة الصحية وتحديد مصدر الفيروس وبالنسبة لترامب، كان هذا الانحياز جزءا من المشكلة الأساسية، مما دفعه إلى اتخاذ خطوة الانسحاب باعتباره أداة لتصحيح ما وصفه بعدم الحيادية.
التكاليف المالية الكبيرة
من الأسباب التي كانت وراء قرار ترامب الانسحاب، هو ما وصفه بالتكاليف المالية الباهظة التي تتحملها الولايات المتحدة سنويا لصالح المنظمة وفي حين أن الولايات المتحدة كانت تساهم بنسبة كبيرة في ميزانية منظمة الصحة العالمية، كان ترامب يعتقد أن هذا المبلغ الكبير كان غير متناسب مع الفوائد التي تحصل عليها الولايات المتحدة من المنظمة واعتبر أن الدول الأخرى يجب أن تتحمل حصتها بشكل أكبر.
سياسة “أمريكا أولا”
أحد أبرز ملامح سياسة ترامب الخارجية كانت شعار “أمريكا أولا”، والذي كان يركز على تقليل التزامات الولايات المتحدة تجاه المنظمات الدولية التي لا تحقق مصالحها ورأى ترامب أن الانسحاب من منظمة الصحة العالمية يتماشى مع هذا النهج، حيث كان يسعى لتقليص دور أمريكا في المؤسسات الدولية التي لم تلب تطلعاته.
العودة إلى المنظمة تحت إدارة بايدن
بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020، أعلن عن عزمه إعادة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية وقد تم ذلك بعد أن تولى بايدن منصبه في يناير 2021، حيث أعيد تمويل المنظمة وأعيد الانضمام إليها، بما يعكس التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية والرغبة في التعاون الدولي لمواجهة التحديات الصحية.