
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر، يعود في الأصل إلى قردة الشمبانزي والغوريلا في الغابات الاستوائية في وسط وغرب أفريقيا ومع مرور الوقت، بدأ هذا الفيروس في الانتشار خارج حدود هذه المناطق، ليشكل تهديدا صحيا عالميا وفي السنوات الأخيرة، ظهر جدري القرود بشكل ملحوظ في عدة دول أفريقية، ما دفع السلطات الصحية المحلية والدولية إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من انتشاره ونظرا لارتفاع معدلات الإصابات في بعض المناطق، كان من الضروري تسليط الضوء على أعراضه، طرق انتشاره، المخاطر المحتملة، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منه.
أسباب انتشار جدري القرود في أفريقيا
انتشر جدري القرود بشكل متزايد في بعض دول أفريقيا بسبب عدة عوامل، أبرزها تزايد التنقلات الدولية، والتقارب بين البشر والحيوانات البرية التي قد تحمل الفيروس وكما أن بعض المناطق في أفريقيا تعاني من ضعف الرعاية الصحية وعدم توافر الإمكانيات للكشف المبكر عن المرض، مما يؤدي إلى تفشيه بشكل أكبر والتغيرات البيئية والنمو الحضري السريع قد تكون أيضا من العوامل المساهمة في انتشار المرض.
أعراض جدري القرود
تتمثل أعراض جدري القرود في ظهور حمى شديدة، وصداع، وآلام في العضلات، وإعياء عام وبعد ظهور هذه الأعراض، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور عادة بعد يومين أو ثلاثة أيام، ويبدأ في الظهور على الوجه ثم ينتشر في باقي أجزاء الجسم وتكون الحبوب مليئة بسائل شفاف في البداية، ثم تصبح مليئة بالصديد وتتحول إلى قشور وفي بعض الحالات، قد يتسبب المرض في التهابات في العينين، مما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية.
كيفية انتقال المرض
ينتقل جدري القرود من خلال الاتصال المباشر مع الشخص المصاب أو مع سوائل الجسم أو المواد التي يتعرض لها المريض مثل الملابس والمفروشات وكما يمكن أن ينتقل عن طريق لدغات الحشرات أو من خلال الاستهلاك غير الصحيح للحيوانات المصابة وفي بعض الحالات النادرة، قد ينتقل المرض عن طريق الهواء في الأماكن المغلقة أو في حالة وجود جروح مفتوحة أو تماس مع سوائل الجسم.
مخاطر جدري القرود على الصحة العامة
رغم أن جدري القرود نادرا ما يكون قاتلا، إلا أنه قد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، خاصة إذا تم تجاهل العلاج أو في حال الإصابة بأمراض أخرى مسبقة وبعض الأعراض الحادة تشمل التهاب الدماغ، أو مشكلات في الرؤية بسبب التورم في العين وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى الوفاة بنسبة صغيرة من الحالات، لكنه يتطلب علاجا سريعا للحد من المضاعفات.
طرق الوقاية والعلاج
لا يوجد علاج محدد لفيروس جدري القرود حتى الآن، لكن العلاج يركز على تخفيف الأعراض وتحسين حالة المريض العامة ولتجنب الإصابة بالمرض، ينصح بتجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات البرية المصابة، وكذلك اتخاذ التدابير الوقائية عند التعامل مع المرضى مثل ارتداء القفازات والكمامات وكما يجب تعزيز الرعاية الصحية الوقائية، مثل التطعيم ضد الجدري الذي يقي من الإصابة بفيروس جدري القرود بشكل جزئي.