
شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعاً متواصلاً في الأسعار وسط توقعات اقتصادية تؤكد استمرار هذا التوجه خلال الأعوام المقبلة، وسط دعم واضح من تصاعد الأوضاع الجيوسياسية وسياسات البنوك المركزية حول العالم ونمو الطلب الدولي. الخبير الاقتصادي جون لوكا، المتخصص في أسواق السلع والمعادن الثمينة، أشار إلى أن ديناميكيات الاقتصاد العالمي بما فيها الأزمات الجيوسياسية وتذبذب أسعار الفائدة تساهم في ترسيخ مكانة الذهب كملاذ آمن، مؤكداً في تصريحاته أن الذهب مرشح لتحقيق مكاسب قد تبلغ 35 في المئة خلال عام 2025 مع توقعات باستقرار أو صعود إضافي في 2026.
وأفاد لوكا بأن ارتفاع أسعار الذهب مدعوم بتقارير صادرة عن بنوك كبرى ترصد زيادة واضحة في مشتريات البنوك المركزية لتعزيز احتياطاتها من المعدن النفيس، كاستراتيجية للتحوط من التضخم والانكماش الاقتصادي. كما أشار إلى أن ضعف الدولار الأمريكي الناتج عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة حتى نهاية العام المقبل يدعم جاذبية الذهب بالمقارنة مع أدوات الاستثمار الأخرى، حيث ارتفعت التوقعات بأن يبلغ متوسط سعر الأونصة 3220 دولاراً في 2025، مع إمكان وصولها إلى 3400 دولار خلال العام 2026 في حال استمرار الأزمات الدولية.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى انعكاسات التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الأوضاع غير المستقرة في مناطق بأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وهو ما يعزز من توقعاته بزيادة ملموسة في أسعار الذهب خلال الفترات المقبلة. وتستند هذه الترجيحات إلى بيانات حديثة صادرة عن مؤسسات مالية دولية تقر بدور الذهب المتنامي كملاذ استثماري آمن.
على صعيد توقعات المؤسسات المالية، أشار مصرف جي بي مورغان إلى إمكانية تجاوز سعر الذهب حاجز 3675 دولاراً للأونصة في الربع الأخير من عام 2025، وقد تصل الأسعار إلى أكثر من أربعة آلاف دولار منتصف 2026 في حال تحقق السيناريوهات المتفائلة. في المقابل، يتوقع سيتي بنك انخفاض الأسعار إلى أقل من ثلاثة آلاف دولار إذا حدث تحسن واسع في الاقتصادات العالمية وتراجع الطلب. بينما تتوقع يو بي إس وصول السعر إلى 3500 دولار في 2025 مع استمرار موجة الارتفاعات خلال 2026، ورفع غولدمان ساكس تقديراته إلى 3300 دولار بحلول نهاية 2025 مدفوعاً بالتدفقات الكبيرة نحو صناديق الذهب المتداولة. من جانبه، رجح دويتشه بنك أن يبلغ المعدل السنوي للسعر 3139 دولاراً في 2025، مع احتمال صعوده إلى 3700 دولار في 2026 استناداً إلى بيانات أكدت تاريخياً تعافي الذهب في أوقات الأزمات.
أما بالنسبة للوضع المحلي، أوضح جون لوكا أن اتجاهات أسعار الذهب في مصر تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات العالمية، إلا أن السوق المحلية تواجه تحديات إضافية تخص العملة الوطنية والضغوط الاقتصادية الداخلية، ورأى أن سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً في مصر قد يتراوح بين 4500 و4700 جنيه بحلول سبتمبر 2025، مشيراً إلى أن ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي المصري يدعم مكانة السوق المصرية في الإقليم.