تعتبر تركيا وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا تهديدا مباشرا لأمنها القومي، خاصة أن الحزب يعد من أبرز التنظيمات التي تتسبب في العديد من العمليات الإرهابية داخل الأراضي التركية وهذا الحزب، الذي أسسه عبد الله أوجلان في السبعينات، يواصل نشاطه في مناطق متعددة على الحدود التركية السورية، مما يثير قلقا شديدا في أنقرة ومنذ عدة سنوات، بذلت تركيا جهودا مكثفة لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي من خلال عمليات عسكرية في شمال سوريا وفي مناطق أخرى مثل العراق والتصريحات الأخيرة لأحمد الشرع، نائب وزير الخارجية السوري، التي أكد فيها أن سوريا لن تسمح لحزب العمال الكردستاني بالوجود على أراضيها، تأتي في إطار التزام الحكومة السورية بمكافحة الإرهاب وحماية الأمن الوطني وهذه التصريحات توضح أن هناك تنسيقا محتملا بين تركيا وسوريا في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية التي تهدد استقرار البلدين.
العمليات العسكرية التركية في سوريا
تركيا نفذت العديد من العمليات العسكرية في شمال سوريا بهدف القضاء على وجود حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات المسلحة التي تعتبرها إرهابية والعمليات مثل “نبع السلام” و”غصن الزيتون” تهدف إلى تطهير الحدود من هذه التنظيمات وتوفير بيئة آمنة للمواطنين السوريين المقيمين في تلك المناطق وهذه العمليات تأتي في إطار سياسة تركيا الاستباقية لمكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي.
التعاون الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية
بينما تتبنى تركيا سياسة مكافحة الإرهاب في سوريا، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى دعم جهودها لمكافحة حزب العمال الكردستاني وغيره من التنظيمات الإرهابية وفي هذا السياق، تسعى تركيا إلى الحصول على دعم من حلفائها في حلف الناتو ومن الدول الغربية لمكافحة هذه الجماعات، التي تعمل على تهديد الاستقرار في المنطقة بشكل عام.
التحديات السياسية والإنسانية
على الرغم من الجهود العسكرية التركية لمكافحة حزب العمال الكردستاني، فإن الوضع في سوريا يبقى معقدا، حيث تتداخل المصالح الدولية والمحلية حيث هناك قضايا إنسانية وسياسية تواجه تركيا، منها ضرورة تجنب تصعيد التوترات مع الأطراف الأخرى في المنطقة وضمان عدم تأثير العمليات العسكرية على المدنيين لذا فاليوم ومن خلال هذا المقال سوف نوضح لكم تفاصيل اكثر عن هذا الموضوع.
