
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريحات له أن هناك تكاملا واضحا بين القرآن الكريم والسنة النبوية في تفسير الأحكام الشرعية وتوضيح مفاهيمها وأوضح الجندي أن القرآن الكريم يمثل المصدر الأول للأحكام الشرعية، حيث يضع الأسس العامة والعناوين الكبرى للأوامر والنواهي التي يجب على المسلمين اتباعها ومع ذلك، لا يمكن تطبيق هذه الأحكام بشكل كامل أو فهم تفاصيلها إلا من خلال السنة النبوية التي تشرح وتفسر هذه الأحكام وتوضح كيفية تطبيقها في الحياة اليومية إذ إن السنة تأتي لتكمل ما ذكره القرآن، فهي مصدر ثانوي لكنها لا تقل أهمية، بل تعتبر توضيحا ضروريا للآيات القرآنية ومن خلال الأحاديث النبوية، نتعرف على السياقات التي لم تذكر في القرآن، وتساعدنا على فهم الأوامر الإلهية بشكل أعمق وأشمل.
السنة تأتي بأحكام لم يذكرها القرآن
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن بعض الأحكام الشرعية التي وردت في السنة النبوية لم تذكر في القرآن الكريم، وهو ما يعكس أهمية السنة كمصدر تشريعي مستقل على سبيل المثال، حكم تحريمه لزواج الرجل من امرأة وعمتها أو خالتها في نفس الوقت جاء في الحديث الشريف ولم يذكر في القرآن، مما يوضح أن السنة قد تأتي بأحكام خاصة لم يتطرق لها القرآن بشكل مباشر وهذا التوضيح يتطلب من المسلمين الالتزام بالسنة النبوية كجزء من الشريعة الإسلامية المتكاملة.
ضرورة فهم السنة بوعي
وواصل الجندي حديثه مؤكدا على أن البعض يعتقد أن القرآن الكريم يكفي بمفرده ولا حاجة للسنة النبوية لذا إلا أن هذا الفهم مغلوط، حيث أن السنة لها دور أساسي في توضيح وتفصيل الأحكام القرآنية وأشار إلى أن الفهم الصحيح للشريعة يجب أن يعتمد على القرآن والسنة معا، وأن التفريق بينهما أو إهمال أحدهما يؤدي إلى ضعف الفهم التشريعي وبالتالي، يجب على المسلمين فهم السنة بوعي وحذر، كونها تساهم بشكل كبير في تطبيق الشريعة بالشكل الصحيح.
حكمة الشريعة في التكامل بين القرآن والسنة
وأوضح الجندي أن الشريعة الإسلامية لا تنظر إلى القرآن والسنة كمصادر متوازية، بل تدرك حكمة التكامل بينهما فالقرآن هو المصدر الأول والأساسي، بينما تأتي السنة النبوية لتملأ الفراغات وتوضح التفاصيل، مما يجعل من الشريعة الإسلامية نظاما متكاملا وشاملا ولفت إلى أن الشريعة الإسلامية تؤكد على أهمية تطبيق هذه الأحكام بشكل شامل ومدروس، من خلال التفاعل بين النصوص القرآنية والسنة النبوية، مما يضمن تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع المسلم.