
في إطار التوقعات حول السياسة الأمريكية في المنطقة، تحدث الدكتور سمير تقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، عن الخطط المستقبلية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب التي قد تتيح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بناء منطقة عازلة في شمال سوريا ووفقا لتقي، فإن هذه الخطوة قد تكون جزءا من التفاهمات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا في إطار مواجهة التحديات الإقليمية وأضاف أن هذه المبادرة قد تهدف إلى تحقيق مصالح أمنية واقتصادية لكل من تركيا والولايات المتحدة، بما في ذلك تعزيز استقرار المنطقة من وجهة النظر التركية، والتي ترى أن المنطقة العازلة ستكون حلا فعالا لدرء تهديدات الجماعات المسلحة الكردية المدعومة من بعض القوى الإقليمية والدولية وكما أوضح تقي أن هذه الخطوة قد تأتي في وقت حساس بالنسبة للمنطقة حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تقليل دور بعض القوى الإقليمية مثل إيران وروسيا في سوريا، بينما ترغب تركيا في تعزيز نفوذها الأمني في المناطق الحدودية.
إمكانية بناء منطقة عازلة: خطوة استراتيجية أم تكتيك سياسي؟
تحدث تقي عن احتمالية منح ترمب أردوغان الضوء الأخضر لإنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا، معتبرا أن هذه الخطوة لن تعد مخالفة للقانون الدولي وأكد أن ما يحدث الآن في سوريا يعد تداعيات لأحداث عسكرية متعددة، مما يجعل هذه المنطقة العازلة أمرا ضروريا بالنسبة للأمن التركي، خاصة في ضوء التحديات الأمنية من قبل المجموعات الكردية وأضاف تقي أن هذه المنطقة قد تكون بمثابة “حزام أمني” يحمي الحدود التركية من الهجمات المحتملة ويحد من تقدم الميليشيات التي قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل.
الخطوة الأمريكية: توجيه رسالة للأطراف الإقليمية
تقي أشار إلى أن الدعم الأمريكي لتركيا في إنشاء المنطقة العازلة يعكس استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وتركيا وأضاف أن هذا التحرك قد يكون بمثابة رسالة إلى كل من إيران وروسيا بشأن السياسات الأمنية والاقتصادية في المنطقة وبذلك، قد يعكس هذا التحرك المزيد من التنسيق بين واشنطن وأنقرة، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تنافسا شديدا على النفوذ ويرى تقي أن هناك رغبة أمريكية في الحفاظ على علاقاتها مع تركيا في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها واشنطن في الشرق الأوسط.
مخاوف كردية وتداعيات المنطقة العازلة
أكد تقي أن الخطوة قد تثير ردود فعل سلبية من الأكراد في المنطقة، خاصة في ضوء دعمهم للقوات الأمريكية ضد تنظيم داعش وأضاف أن تأسيس منطقة عازلة قد يؤدي إلى مزيد من التوترات بين تركيا والأكراد، ويؤثر على الديناميكيات السياسية في سوريا بشكل عام ويخشى البعض من أن هذه المنطقة قد تؤدي إلى تقسيمات جديدة في البلاد تعمق من الانقسامات بين الجماعات المختلفة وكما أن هذا التحرك قد يضعف محاولات الوصول إلى تسوية سلمية بين الأطراف السورية المختلفة.