دونالد ترامب تلاحقه شائعات الوفاة فما قصة الدواء الذي أشعل مواقع التواصل

دونالد ترامب تلاحقه شائعات الوفاة فما قصة الدواء الذي أشعل مواقع التواصل
دونالد ترامب تلاحقه شائعات الوفاة فما قصة الدواء الذي أشعل مواقع التواصل

ضجت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية بأنباء متداولة تزعم وفاة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيث انتشر الخبر على نطاق واسع وأصبح حديث الساعة بين المتابعين الذين تساءلوا عن حقيقة الوضع الصحي للرئيس السابق وما إذا كانت هذه الأنباء تحمل أي قدر من المصداقية.

جاءت هذه الموجة من الشائعات بعد ملاحظة الجمهور لعدة علامات جسدية مقلقة ظهرت على ترامب في إطلالاته العامة مؤخرا فقد بدت كدمات واضحة على يده وتورم ملحوظ في ساقيه كما تزامن ذلك مع غيابه عن بعض الفعاليات الأمريكية الهامة مما أثار تكهنات واسعة حول احتمالية إصابته بمرض خطير مثل السرطان.

لكن المصادر الرسمية نفت هذه المزاعم جملة وتفصيلا وأكدت أن الأخبار المتداولة حول وفاة دونالد ترامب لا أساس لها من الصحة وهي مجرد شائعات لم تصدر عن البيت الأبيض أو أي جهة أمريكية موثوقة وقد سبق للبيت الأبيض أن أوضح طبيعة الحالة الصحية للرئيس السابق.

بالنسبة للكدمات الظاهرة على يد ترامب فقد أرجعها التوضيح الرسمي إلى تهيج بسيط في الأنسجة الرخوة باليد وهذا التهيج نتج عن سببين رئيسيين الأول هو كثرة المصافحات والثاني هو تناوله لدواء الأسبرين بشكل منتظم كوسيلة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وهو ما يزيد من قابلية الجسم للإصابة بالكدمات بسهولة.

أما عن تورم القدمين الذي أثار القلق فقد كشف البيت الأبيض في وقت سابق عن تشخيص إصابة دونالد ترامب بحالة طبية تعرف بالقصور الوريدي المزمن وهي حالة تؤدي إلى تجمع السوائل في الأطراف السفلية مسببة تورمها بشكل ملحوظ.

يعتبر الأسبرين الذي تم ربطه بأعراض ترامب دواء شائعا لكن استخدامه لا يخلو من الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة التي قد تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم حيث إن تركيبته الكيميائية حمضية بطبيعتها مما قد يسبب حرقة أو اضطرابا في المعدة لدى بعض المستخدمين.

أحد الأسباب الرئيسية لتأثير الأسبرين على المعدة هو أنه يعيق عمل إنزيم يسمى سيكلوأكسجيناز هذا الإنزيم مسؤول عن إنتاج مواد كيميائية في الجسم تسمى البروستاجلاندين ورغم أن هذه المواد تعزز الالتهاب إلا أن أنواعا معينة منها تلعب دورا حيويا في حماية بطانة المعدة وعندما يقلل الأسبرين من مستويات البروستاجلاندين تصبح بطانة المعدة أكثر عرضة للتهيج والضرر.

مع الاستخدام طويل الأمد للأسبرين قد يتطور هذا التهيج إلى مشكلة أكثر خطورة مثل قرحة المعدة أو النزيف الداخلي فإضعاف بطانة المعدة بمرور الوقت يجعلها هشة وإذا تكونت قرحة فإن خصائص الأسبرين المسيلة للدم تزيد من احتمالية نزيف هذه القرحة بشكل كبير.

تأثير الأسبرين على الدم هو السبب المباشر لظهور الكدمات غير المعتادة أو النزيف فهو يعمل كمانع لتكتل الصفائح الدموية مما يقلل من قدرة الدم على التجلط وهذا التأثير المفيد في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية له جانب سلبي يتمثل في زيادة خطر حدوث نزيف خاصة لدى كبار السن فوق الستين عاما أو المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ولهذا السبب غالبا ما يطلب من المرضى التوقف عن تناول الأسبرين قبل الخضوع لعمليات جراحية لتقليل مخاطر النزيف أثناء وبعد الجراحة.

لا يقتصر تأثير الأسبرين على الجهاز الهضمي والدم فقط بل قد يمتد ليشمل الكلى تماما مثل باقي الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن يكون الأسبرين ضارا بالكلى ويزداد هذا الخطر بشكل خاص عند تناوله بالتزامن مع أدوية أخرى تؤثر على وظائف الكلى مثل أدوية خفض ضغط الدم كمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومع ذلك فإن الجرعات اليومية المنخفضة من الأسبرين لا تسبب عادة مشاكل في الكلى لدى الأصحاء ويكون القلق أكبر عند تناول جرعات عالية تبلغ 325 ملغ أو أكثر يوميا أو لدى الأشخاص الذين يعانون أصلا من ضعف في وظائف الكلى.

يوجد تحذير صارم بشأن إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 19 عاما خاصة أثناء تعافيهم من عدوى فيروسية وذلك لارتباطه بحالة نادرة وخطيرة تعرف بمتلازمة راي هذه المتلازمة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مميتة تشمل تورم الدماغ وتلف الكبد لذلك ينصح دائما باختيار مسكنات ألم وخافضات حرارة بديلة وآمنة لهذه الفئة العمرية.

قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه الأسبرين وتعرف هذه الحالة بمرض الجهاز التنفسي المتفاقم بسبب الأسبرين وتنتشر بنسبة تصل إلى 10% بين مرضى الربو ويزداد الخطر ثلاث مرات لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو والزوائد الأنفية معا وتتراوح أعراض الحساسية بين طفح جلدي خفيف واحتقان في الأنف وصولا إلى أعراض حادة تستدعي التدخل الطبي الفوري.

أخيرا هناك أثر جانبي نادر للأسبرين وهو طنين الأذنين ويحدث عادة نتيجة تناول جرعات عالية جدا ولفترات طويلة وعلى الرغم من أنه ليس ضارا بحد ذاته إلا أنه قد يكون مزعجا للغاية لكن الخبر الجيد هو أن هذا الأثر الجانبي يختفي تماما بمجرد التوقف عن تناول الدواء.