اجتاحت صيحة النمش المزيف عالم التجميل مؤخراً باعتبارها أحدث الموضات التي تمنح الوجه إطلالة طبيعية وشابة مفعمة بالحيوية والجاذبية وقد لاقت هذه الصيحة رواجاً كبيراً بين النساء اللواتي لا يمتلكن نمشاً طبيعياً ويرغبن في الحصول على هذا المظهر الجذاب دون الحاجة للتعرض لأشعة الشمس.
لتحقيق هذه الإطلالة يمكن استخدام الحناء كوسيلة فعالة لرسم النمش المؤقت وتتوفر الحناء بأشكال متعددة منها ما هو على هيئة مسحوق يتطلب الخلط بالماء أو عصير الليمون لتكوين معجون كريمي القوام ومنها ما هو جاهز للاستخدام في أنابيب مخروطية الشكل والتي تعتبر خياراً عملياً وسهلاً خاصة للمبتدئات في هذا المجال.
ينصح خبير التجميل الألماني لوكاس وايت باتباع خطوات محددة لضمان أفضل النتائج إذ يجب تنظيف بشرة الوجه بعناية فائقة وإزالة أي دهون أو زيوت قبل البدء بعملية الرسم فالبشرة الجافة تساعد على ثبات اللون لفترة أطول قد تصل إلى أسبوعين بينما على البشرة الدهنية يتلاشى لون النمش بشكل أسرع حيث يدوم عادة ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام فقط.
لتطبيق النمش يمكن الاستعانة بأدوات بسيطة مثل الأعواد القطنية لرسم نقاط كبيرة الحجم وأعواد تنظيف الأسنان للحصول على نقاط صغيرة ودقيقة وينبغي توزيع النقاط بشكل أساسي على مناطق الأنف والخدين والجبهة وهي الأماكن التي يظهر فيها النمش الطبيعي عادة ومن الضروري مراعاة أن النمش الحقيقي لا يكون منتظماً أو متماثلاً لذا يجب رسم النقاط بأحجام وكثافات متفاوتة لتجنب المظهر المصطنع.
تعتمد مدة بقاء عجينة الحناء على الجلد على درجة اللون المطلوبة وتتراوح هذه المدة بين ثلاثين دقيقة وساعتين كاملتين وبعد انقضاء الوقت المحدد تتم إزالة الحناء برفق باستخدام قطعة قطن مبللة للحصول على النتيجة النهائية.
قد تحدث بعض الأخطاء أثناء التطبيق مثل الحصول على نقاط داكنة جداً أو وضعها في مكان غير مناسب وفي حال كان لون الحناء لم يجف بعد يمكن تصحيح الخطأ فوراً باستخدام ماء ميسيلار أو أي منظف وجه ذي أساس زيتي أما إذا كان اللون قد امتصته البشرة بالفعل فيمكن اللجوء إلى المقشرات الكيميائية مثل المنتجات التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي أو بيتا هيدروكسي كما أن أقنعة الطين تساعد أيضاً على سحب الصبغات اللونية الزائدة من البشرة.
للحفاظ على مظهر النمش لأطول فترة ممكنة يفضل تجنب استخدام المنظفات القوية أو المقشرات على الوجه بعد التطبيق ويكفي الاعتماد على منظف لطيف مع ماء فاتر للعناية اليومية بالبشرة للحفاظ على ثبات اللون.
يشدد الخبراء على أن بعض أنواع الحناء قد لا تكون آمنة للاستخدام على الوجه خاصة المنتجات الرخيصة التي قد تحتوي على مواد كيميائية مضافة مثل مادة بارا فينيلين ديامين وهي مادة معروفة بقدرتها العالية على إثارة الحساسية وتستخدم بكثرة في صبغات الشعر بالإضافة إلى مكونات أخرى مثل الأمونيا والأصباغ الاصطناعية التي قد تسبب تفاعلات جلدية غير مرغوب فيها.
لذلك يوصى باختيار أنواع الحناء العضوية المعتمدة التي تخلو تماماً من أي إضافات كيميائية وقبل تطبيقها على الوجه لأول مرة من الأفضل إجراء اختبار حساسية بسيط عن طريق وضع كمية صغيرة من الحناء على منطقة الساعد ومراقبة ردة فعل الجلد والتأكد من أن درجة اللون الناتجة تتوافق مع التوقعات.
