
متلازمة الرقبة النصية خطر يهدد الأطفال بسبب الهواتف الذكية
مع تزايد انتشار الأجهزة الذكية أصبح جلوس الأطفال لساعات طويلة أمام شاشات الهواتف المحمولة ظاهرة شائعة مما أدى إلى ظهور مشكلات صحية جديدة لم تكن معروفة من قبل. ومن أبرز هذه المخاطر ما يعرف بمتلازمة الرقبة النصية وهي حالة تسبب آلاما وتشنجات في الرقبة والكتفين نتيجة الوضعية الخاطئة للرأس أثناء استخدام تلك الأجهزة.
يتسبب انحناء الرأس إلى الأمام والنظر للأسفل لفترات متواصلة في زيادة هائلة للضغط الواقع على الفقرات العنقية. هذا الحمل الزائد الذي يعادل أضعاف وزن الرأس الطبيعي يضع إجهادا شديدا على عضلات الرقبة والعمود الفقري ومع مرور الوقت قد يؤدي إلى مشكلات هيكلية أكثر تعقيدا وإجهاد مستمر للعضلات.
ويمكن للأهل ملاحظة بعض الأعراض المبكرة التي تشير إلى إصابة أطفالهم بهذه المتلازمة. وتشمل هذه العلامات شكوى الطفل المتكررة من آلام في الرقبة والكتفين بالإضافة إلى الصداع المزمن. كما قد يميل الطفل إلى فرك رقبته باستمرار أو يبدي انزعاجه عند الجلوس لفترات طويلة في وضعية واحدة.
تكمن الوقاية في مجموعة من الإجراءات التي يلعب فيها الأهل دورا محوريا. فمن الضروري تحديد وقت محدد لاستخدام الشاشات بحيث لا يتجاوز الساعتين يوميا مع الحرص على تعليم الطفل الوضعية الصحيحة للجسم. ويجب تشجيعه على رفع الجهاز الذكي إلى مستوى العين بدلا من ثني الرقبة للأسفل.
كما يعد تشجيع الطفل على أخذ فترات راحة منتظمة كل نصف ساعة تقريبا أمرا حيويا يمكن خلالها ممارسة تمارين بسيطة لتحريك الرقبة والكتفين لتخفيف التوتر العضلي. ولتعويض فترات الجلوس الطويلة يجب تحفيز الأطفال على ممارسة الأنشطة الحركية واللعب خارج المنزل.
يقع على عاتق الأهل مسؤولية أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم من خلال تطبيق هذه العادات الصحية بأنفسهم ومتابعة طريقة استخدام أطفالهم للأجهزة وليس فقط مدة الاستخدام لضمان تبنيهم سلوكيات سليمة. إن جعل التمارين الرياضية البسيطة وخاصة تمارين الرقبة والأكتاف عادة يومية لجميع أفراد الأسرة يساهم بشكل كبير في حماية الأطفال من هذا الخطر الصحي المتزايد.