
سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية خلال تداولات اليوم الثلاثاء حيث لامست الأونصة مستوى قياسيا جديدا هو الأعلى على الإطلاق وذلك في ظل تزايد التكهنات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة قريبا ومع ذلك فإن المعدن الأصفر عاد ليتداول قرب مستويات افتتاحه بعد تسجيل هذه القمة.
يأتي هذا الصعود اللافت بعد فترة استمرت لثلاثة أشهر كاملة شهد فيها المعدن النفيس تذبذبا في نطاق ضيق حول مستوى 3300 دولار للأونصة. وقد بلغت مكاسب الذهب منذ بداية العام ما نسبته 32.5% بينما أضاف إلى قيمته 4.8% خلال شهر أغسطس وحده ما يعكس قوة الزخم الشرائي الذي يشهده مؤخرا.
الدافع الرئيسي وراء هذا الارتفاع القوي هو تصاعد التوقعات في الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يستعد لخفض تكاليف الاقتراض في اجتماعه المقبل خلال شهر سبتمبر. مثل هذا القرار من شأنه أن يدعم أسعار الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا. وفي سياق متصل فإن حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي الأمريكي والعالمي تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الاضطرابات.
وعلى صعيد العملات تراجع الدولار الأمريكي في تداولات الأمس ليسجل أدنى مستوى له منذ ما يقارب خمسة أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية. ويعود هذا الضعف إلى تفاقم أزمة الثقة بالأسواق بسبب الانتقادات الموجهة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي وهو ما يثير المخاوف بشأن استقلالية البنك ويزيد من حالة القلق العامة.
وقد انعكست هذه التحركات العالمية على السوق المحلية في مصر حيث سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5400 جنيه ووصل سعر جرام عيار 21 الأكثر انتشارا إلى 4725 جنيها. وبلغ سعر الجرام من عيار 18 نحو 4050 جنيها بينما تم تداول عيار 14 عند 4150 جنيها للجرام الواحد أما الجنيه الذهب فقد استقر سعره عند 37800 جنيه.
وبالعودة إلى حركة التداول العالمية فقد افتتحت أونصة الذهب تعاملات اليوم عند مستوى 3475 دولارا ووصلت في ذروة صعودها إلى سعر تاريخي عند 3508 دولارات قبل أن تتراجع لاحقا لتستقر حول 3474 دولارا مسجلة ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.1% عن سعر الافتتاح.