
يُعد زيت الخروع واحدا من الحلول الطبيعية الفعالة والسريعة لمشكلة الإمساك التي تؤثر على جودة حياة الكثيرين وتسبب لهم الإزعاج. هذا الزيت المستخلص من بذور نبات الخروع اشتهر منذ القدم بقدرته على تحفيز حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج بشكل ملحوظ خلال ساعات قليلة مما يجعله خيارا شائعا للتخفيف الفوري من الأعراض.
تكمن فاعلية زيت الخروع في مركبه الأساسي وهو حمض الريسينوليك. عند تناول الزيت يصل إلى الأمعاء الدقيقة حيث تقوم إنزيمات الليباز بتفكيكه وتحرير هذا الحمض النشط. يرتبط الحمض بعد ذلك بمستقبلات خاصة موجودة في خلايا العضلات الملساء المبطنة لجدار الأمعاء مما يؤدي إلى زيادة الانقباضات المعوية المعروفة بالحركة الدودية وهو ما يدفع الفضلات عبر القولون ويسرع من عملية التخلص منها.
وقد دعمت الأبحاث العلمية هذه الآلية حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2011 أن تأثير حمض الريسينوليك في تحفيز الأمعاء يشبه إلى حد كبير عمل مركبات البروستاغلاندين الطبيعية في الجسم.
يوصى للبالغين بتناول جرعة تقدر بنحو 15 مللتر أي ما يعادل ملعقة طعام واحدة عند الشعور بالحاجة. ويبدأ مفعول الزيت في الظهور عادة خلال فترة تتراوح بين ساعتين وست ساعات من تناوله. وللتغلب على طعمه غير المستساغ يمكن مزجه مع كمية صغيرة من عصير الفاكهة لتحسين النكهة.
تصنفه السلطات الصحية المختصة كملين منبه يعمل بشكل مباشر وقوي على الأمعاء. ولهذا السبب يجب استخدامه بحذر لتجنب بعض الآثار الجانبية المزعجة التي قد تشمل تقلصات في المعدة أو حدوث إسهال حاد. الاستخدام المفرط قد يؤدي أيضا إلى اضطراب في توازن الأملاح والمعادن الحيوية في الجسم وهو ما يعرف بفقدان الإلكتروليتات.
هناك فئات معينة يُمنع عليها استخدام زيت الخروع تماما لتجنب المخاطر الصحية. يشمل ذلك النساء الحوامل نظرا لأنه قد يحفز انقباضات الرحم وكذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن اثني عشر عاما. كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مثل الانسداد المعوي أو التهاب الزائدة الدودية أو أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة كالقولون العصبي تجنب تناوله.
ينبه الخبراء إلى ضرورة عدم الاعتماد على زيت الخروع لفترات طويلة وينصحون بعدم استخدامه لأكثر من ثلاثة أيام متتالية دون استشارة طبية وذلك لتفادي التعود عليه أو التسبب في مضاعفات.