المشروبات السكرية: هذا ما سيحدث لجسمك وبشرتك بعد التوقف عنها 30 يوماً

المشروبات السكرية: هذا ما سيحدث لجسمك وبشرتك بعد التوقف عنها 30 يوماً
المشروبات السكرية: هذا ما سيحدث لجسمك وبشرتك بعد التوقف عنها 30 يوماً

إن الامتناع عن تناول المشروبات الغنية بالسكر لمدة شهر واحد يمكن أن يطلق سلسلة من التحولات الإيجابية الملحوظة في الجسم. تتجاوز الفوائد مجرد خسارة الوزن لتشمل تحسينات جذرية في وظائف الأيض واستقرار مستويات السكر في الدم فضلاً عن تأثيرات واضحة على صحة الأسنان ونضارة البشرة.

تؤدي المشروبات المحلاة سواء كانت مشروبات غازية أو عصائر معبأة أو مشروبات قهوة خاصة إلى إغراق الجسم بسعرات حرارية فارغة لا تساهم في الشعور بالشبع. يمكن لعبوة واحدة من الصودا أن تحتوي على أكثر من 150 سعرة حرارية يسهل استهلاكها دون وعي مما يرفع إجمالي السعرات الحرارية اليومية ويقود إلى زيادة الوزن تدريجيا. عند التوقف عن تناولها لمدة ثلاثين يوما يخفض الشخص مئات السعرات الحرارية أسبوعيا بشكل تلقائي مما يدعم إدارة الوزن.

يتأثر الجهاز الهضمي بشكل مباشر بهذه العادة إذ أن السكر الزائد يغذي البكتيريا الضارة في الأمعاء مما يسبب الانتفاخ وعدم الراحة والالتهابات. في المقابل فإن تجنب هذه المشروبات يتيح للبكتيريا النافعة أن تزدهر وهو ما يحسن عملية الهضم ويعزز امتصاص العناصر الغذائية. يشعر الكثيرون خلال أسابيع قليلة بأنهم أخف وزنا وأقل انتفاخا وأكثر نشاطا كما أن صحة الأمعاء الجيدة تدعم جهاز المناعة وتجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة العدوى.

من أبرز التغييرات التي يمكن ملاحظتها خارجيا هي صحة البشرة. يؤدي السكر إلى حدوث التهابات في الجسم قد تفاقم حالات مثل حب الشباب وتجعل البشرة تبدو باهتة ومجهدة. كما يرتبط استهلاك السكر المرتفع بعملية تسمى الغلايكيشن وهي عملية تضعف ألياف الكولاجين وتسرع ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد. خلال شهر واحد فقط من الامتناع عن المشروبات السكرية قد تبدو البشرة أكثر صفاء وإشراقا وأقل دهنية ورطوبة بشكل ملحوظ.

على الصعيد الأيضي عندما يتوقف الجسم عن استقبال جرعات متكررة من السكر السائل فإنه لم يعد يواجه الارتفاعات الحادة في مستويات السكر بالدم. هذا الأمر يمنح الأنسولين فرصة للعمل بكفاءة أكبر ويقلل من خطر تطور مقاومة الأنسولين. ونتيجة لذلك يشعر الشخص بطاقة أكثر استقرارا على مدار اليوم دون التعرض لهبوط الطاقة المفاجئ الذي يحدث عادة بعد تناول مشروب سكري. مع مرور الوقت يعيد الجسم ضبط عملية التمثيل الغذائي لديه ليصبح أكثر فاعلية في حرق السعرات الحرارية.

لا يمكن إغفال التأثير العميق على صحة الفم والأسنان. تعتبر المشروبات السكرية من أكبر مسببات تسوس الأسنان وتآكل طبقة المينا. فالسكر يغذي البكتيريا الموجودة في الفم والتي تطلق بدورها أحماضا تهاجم الأسنان. بعد شهر من التوقف عن هذه المشروبات ينخفض خطر الإصابة بتسوس جديد بشكل كبير وقد تقل حساسية الأسنان الموجودة. كما يلاحظ أن صحة اللثة تتحسن وتصبح رائحة الفم أكثر انتعاشا ومينا الأسنان أقوى.

تشير دراسات طويلة الأمد إلى فوائد أبعد من ذلك حيث وجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن استبدال مشروب سكري واحد يوميا بالماء أو القهوة غير المحلاة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة كبيرة ويخفض خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية خاصة لدى مرضى السكري.

عند البحث عن بدائل صحية للصودا والعصائر المعبأة يعتبر الماء الخيار الأفضل ويمكن إضافة نكهة له بشرائح الليمون أو الخيار أو التوت. كما أن الماء الفوار والشاي غير المحلى والقهوة السوداء تعد خيارات ممتازة.

بالنسبة لمشروبات الصودا الدايت فرغم أنها خالية من السعرات الحرارية إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أنها قد تؤثر على عملية الأيض والرغبة الشديدة في تناول الحلويات. لذا يظل استبدال المشروبات السكرية بالماء أو المشروبات الطبيعية غير المحلاة هو الخيار الأكثر فائدة للصحة على المدى الطويل.