قد تكشف يداك عن أسرار صحية لا تظهر في الفحوصات الروتينية الأولية حيث يمكن أن تكون بعض العلامات الخفية التي تظهر على راحة اليد أو الأظافر بمثابة مؤشرات تحذيرية مبكرة لوجود مشكلة في أحد أهم أعضاء الجسم وهو الكبد وتحديدا الإصابة بحالة الكبد الدهني التي تتطور بصمت.
أوضح الدكتور مصعب إبراهيم استشاري الجهاز الهضمي أن احمرار راحة اليد بشكل غير طبيعي خاصة عند قاعدة الإبهام والخنصر يعد من أبرز العلامات الجلدية المرتبطة بأمراض الكبد. وأضاف أن تغيرات الأظافر قد تكون دليلا أيضا حيث يميل لونها إلى البياض الشاحب أو تظهر عليها خطوط باهتة أفقية في حالة تعرف بأظافر تيري وهي إشارة محتملة لأمراض الكبد المتقدمة.
في الحالات المتقدمة من أمراض الكبد مثل التليف قد يعاني الشخص من رعشة خفيفة في اليدين تعرف باسم الرعاش الكبدي. كما أن تورم اليدين والأصابع يعد من المضاعفات المحتملة نتيجة لاحتباس السوائل في الجسم وهو ما قد يلاحظه المريض بشكل خاص في نهاية اليوم.
قد تظهر أيضا بقع داكنة وتصبغات بنية على اليدين أو بين الأصابع بسبب تراكم السموم التي يعجز الكبد عن التخلص منها بكفاءة. ومن العلامات الأخرى التي ترتبط بصحة الكبد العامة سهولة ظهور الكدمات أو حدوث نزيف طفيف في اليدين نظرا لنقص عوامل التخثر التي ينتجها الكبد كما يمكن ملاحظة شحوب أو اصفرار الجلد تحت الأظافر كعلامة على اليرقان.
يعرف الكبد الدهني بأنه حالة تتراكم فيها الدهون بنسبة تتجاوز 5 إلى 10 بالمئة من وزن الكبد الإجمالي. وتنقسم هذه الحالة إلى نوعين رئيسيين الأول هو الكبد الدهني غير الكحولي المرتبط غالبا بالسمنة ومرض السكري والثاني هو الكبد الدهني الكحولي الذي ينتج عن الإفراط في استهلاك الكحول.
وشدد إبراهيم على أن هذه العلامات الظاهرة على اليدين لا تعد تشخيصا نهائيا للمرض بل هي مؤشرات قوية تستدعي استشارة الطبيب وإجراء فحوصات دقيقة للتأكد من الحالة الصحية. وتشمل هذه الفحوصات تحليل إنزيمات الكبد مثل ALT و AST بالإضافة إلى فحص الكبد بالموجات فوق الصوتية وغيرها من اختبارات وظائف الكبد.
للوقاية من الكبد الدهني أو التخفيف من حدته ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل نظاما غذائيا قليل الدهون والسكريات وغنيا بالخضروات والبروتينات. كما تعد ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة يوميا وتجنب المشروبات الكحولية والغازية وفقدان الوزن الزائد بشكل تدريجي ومراقبة مستويات الكوليسترول والسكر وضغط الدم خطوات أساسية للحفاظ على صحة الكبد.
