تقصير القامة بتركيا.. أحدث صيحة تجميلية مؤلمة تجذب نساء من حول العالم

تقصير القامة بتركيا.. أحدث صيحة تجميلية مؤلمة تجذب نساء من حول العالم
تقصير القامة بتركيا.. أحدث صيحة تجميلية مؤلمة تجذب نساء من حول العالم

في ظاهرة طبية تجميلية جديدة وغير مسبوقة بدأت بعض النساء في تركيا ووجهات أخرى بالخضوع لعمليات جراحية معقدة بهدف تقصير قامتهن بشكل متعمد حيث يعتقدن أن الطول المفرط يمثل عائقا اجتماعيا ويقلل من فرصهن في العثور على شريك حياة مناسب أطول منهن.

تشهد تركيا إقبالا متزايدا على نوع جديد من الجراحات التجميلية التي تهدف إلى تقليل طول القامة وتستقطب هذه العمليات نساء من مختلف أنحاء العالم يسعين لتقصير أطوالهن بما يزيد عن خمسة سنتيمترات وتبرر بعض النساء هذا القرار برغبتهن في تحسين فرصهن في الارتباط والمواعدة بعد أن شعرن باليأس من طولهن بينما تسعى أخريات من خلالها إلى معالجة اختلافات في طول الساقين.

تتضمن هذه الجراحة المعقدة التي يطلق عليها اسم عملية تقصير الطول إجراءات دقيقة حيث يقوم الجراحون بقطع عظم الفخذ أو الساق لإزالة جزء محدد منه ثم يعاد توصيل أطراف العظم المقطوعة وتثبيتها داخليا باستخدام قضيب معدني يظل في مكانه حتى يلتئم العظم بالكامل وبعد فترة الشفاء يزال هذا القضيب وتؤكد المراكز الطبية أن هذه التقنية لا تترك ندوبا واضحة على الجلد.

على الرغم من النتائج الجمالية المرجوة إلا أن رحلة التعافي بعد الجراحة تكون طويلة ومؤلمة إذ يعاني المرضى من آلام شديدة ويضطرون لاستخدام كرسي متحرك لفترة بعد العملية مباشرة كما يحتاجون إلى الخضوع لبرنامج علاج طبيعي مكثف يمتد لأشهر لاستعادة القدرة على الحركة بشكل كامل ويتضمن البرنامج عادة أربع أو خمس جلسات أسبوعيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

وقد تحولت هذه الجراحة إلى سوق رائجة في تركيا حيث تتنافس العيادات على جذب المريضات من خلال تقديم باقات متكاملة لا تشمل فقط تكاليف الجراحة والإقامة في المستشفى بل تتضمن أيضا خدمات سياحية مثل الجولات المجانية في المدينة وتناول وجبات في مطاعم فاخرة وتنظيم رحلات بحرية لجعل التجربة أكثر جاذبية.

لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة حول عدد عمليات تقصير الساق التي تجرى عالميا على عكس عمليات إطالة الساق التي يشتهر بها الرجال لكن أحد المراكز الطبية في إسطنبول كشف عن إجرائه عشر عمليات من هذا النوع منذ عام 2023 ووفقا للمركز يمكن تقصير عظم الفخذ بما يصل إلى 5.5 سنتيمترات وعظم الساق بما يصل إلى 3 سنتيمترات وفي حال رغبت المريضة في تقليل طولها بشكل أكبر ينصح الأطباء بالانتظار لمدة ستة أشهر على الأقل بين كل عملية وأخرى لمنح الجسم فرصة للتعافي.

تبدأ رحلة التعافي الفعلية بعد قضاء فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام في المستشفى حيث تستخدم المريضة كرسيا متحركا أو مشاية للمساعدة على الحركة خلال الشهر الأول وبعد حوالي ستة أسابيع يمكنها البدء في المشي دون مساعدة بينما يستغرق التئام العظم بشكل كامل مدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر.

ولضمان سلامة المريضات النفسية تشترط العيادات خضوعهن لجلسات استشارية نفسية قبل الجراحة للتأكد من أن توقعاتهن واقعية ومنطقية حيث يواجه بعض المرضى تحديات نفسية خلال فترة التعافي الطويلة ولذلك يوفر الدعم النفسي لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة.

وكحالة واقعية خضعت امرأة أمريكية لهذه العملية في يوليو 2024 لتقليل طولها من 172 سنتيمترا إلى 167.9 سنتيمترا أي بفارق 4.1 سنتيمتر وبعد مرور أربعة أسابيع فقط على الجراحة تمكنت من استخدام العكازات مع مواصلة العلاج الطبيعي المكثف.

لكن هذه الجراحة لا تخلو من المخاطر والمضاعفات المحتملة فمن أبرزها ضعف العضلات أو فقدان جزء من قوتها بالإضافة إلى إمكانية تأخر التئام العظام مما يسبب آلاما مزمنة كما أن هذه العملية تشترك في بعض المخاطر مع جراحة إطالة الساق مثل خلع المفاصل وتكون الجلطات الدموية وحالة نادرة وخطيرة قد تحدث نتيجة تسرب الدهون من نخاع العظم إلى الرئتين ويقدر الخبراء أن خطر حدوث مضاعفات في هذه الجراحات يبلغ ضعف خطرها في العمليات الشائعة مثل استبدال مفصل الركبة.

يعتبر وزن المريضة عاملا حاسما في نجاح العملية حيث إن القضبان المعدنية المزروعة داخل العظام لها قدرة محددة على تحمل الوزن وتوصي إحدى العيادات بأن لا يتجاوز وزن المريضات ما بين 70 إلى 75 كيلوجراما لضمان أفضل النتائج وتجنب المضاعفات.

وقد كشفت الدراسات العلمية عن وجود ارتباط بين طول القامة وخطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة حيث يبدو أن معظم الآثار الصحية السلبية مرتبطة بكون الشخص طويل القامة فقد توصلت دراسة سويدية أجريت عام 2015 إلى أن كل زيادة قدرها 10 سنتيمترات في الطول فوق المتوسط ترفع خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18% لدى النساء و11% لدى الرجال ويفسر الباحثون ذلك بأن الأشخاص طوال القامة يمتلكون عددا أكبر من الخلايا التي قد تتحول إلى خلايا سرطانية أو أنهم يتعرضون لمستويات أعلى من هرمونات النمو في شبابهم والتي قد تحفز تطور الأورام.

وفي سياق متصل أشارت دراسة أخرى نشرت عام 2020 إلى أن طول قامة المرأة يزيد من خطر إصابتها بمرض بطانة الرحم المهاجرة وهو حالة مؤلمة تنمو فيها أنسجة مشابهة لبطانة الرحم في أماكن أخرى خارج الرحم.