
سلطت الأزمة الصحية التي تعرضت لها الفنانة المصرية الشابة رنا رئيس الضوء مجددا على قضية الإجهاض وما يرافقها من تحديات جسدية ونفسية تواجهها النساء بصمت غالبا. فقد كشفت والدتها خبيرة التجميل زينب حسن تفاصيل التجربة القاسية التي مرت بها ابنتها والتي تصدرت محركات البحث مؤخرا.
جاءت هذه الأزمة الصحية كما تشير مصادر مقربة بعد سلسلة من الضغوط النفسية والصدمات التي مرت بها الفنانة الشابة حيث عانت من فقدان والدها وجدها في يوم واحد فضلا عن التوترات المصاحبة لفترة زواجها القصيرة. وعلى الرغم من أن رنا رئيس اختارت عدم التعليق على الأمر بشكل مباشر إلا أن قصتها فتحت الباب واسعا لمناقشة هذا الملف الشائك وتقديم الدعم للنساء.
التفاصيل التي تم تداولها تفيد بأن رنا رئيس تعرضت لإجهاض مؤلم تبعته حالة نزيف حاد استمرت لأربعة أيام متواصلة الأمر الذي استدعى نقلها إلى المستشفى على وجه السرعة وخضوعها لتدخل جراحي عاجل للسيطرة على حالتها الصحية ومنع تفاقم المضاعفات.
وفي هذا السياق قدمت استشارية أمراض النساء الدكتورة هند محمد سلمى مجموعة من الإرشادات الطبية والنفسية لمساعدة النساء على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وأكدت على ضرورة العناية الجسدية الفورية بعد أي حالة إجهاض حيث تعد المتابعة الطبية أمرا حيويا للتأكد من نظافة الرحم بشكل كامل وعدم وجود أي بقايا نسيجية قد تسبب التهابات أو نزيفا خطيرا كما حدث في حالة الفنانة رنا رئيس.
إلى جانب الرعاية الطبية يجب على المرأة أن تمنح جسدها قسطا كافيا من الراحة وتتجنب النشاط البدني المجهد أو العودة السريعة لروتين الحياة اليومي لأن ذلك قد يؤدي إلى تدهور حالتها الصحية وإبطاء عملية التعافي. كما يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في هذه الفترة حيث ينبغي التركيز على التغذية العلاجية لتعويض الجسم عن العناصر التي فقدها خاصة الدم والمعادن. ويوصى بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ والعدس والكبدة والبروتينات كالبيض والدجاج مع الحرص على شرب كميات وافرة من الماء والسوائل.
لا تقل العناية النفسية أهمية عن التعافي الجسدي فمن الضروري أن تمنح المرأة نفسها مساحة للحزن وأن تعترف بمشاعرها دون قمع أو تجاهل. فالشعور بالألم والبكاء وحتى الغضب هو جزء طبيعي وصحي من عملية الشفاء. ومن المهم جدا طلب الدعم وعدم تحمل هذا العبء بشكل منفرد سواء من خلال الحديث مع شريك الحياة أو صديقة مقربة أو اللجوء إلى متخصص نفسي قادر على تقديم المساعدة اللازمة. كما يمكن أن تكون الكتابة وتدوين التجربة وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر المكبوتة وتحويل الألم تدريجيا إلى شفاء.
أما عن السؤال الذي يشغل بال الكثيرات حول إمكانية الحمل مجددا بعد الإجهاض فإن الإجابة في معظم الحالات تكون إيجابية. وعادة ما ينصح الأطباء بالانتظار لفترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر قبل محاولة الحمل مرة أخرى وذلك لمنح الجسم فرصة لاستعادة توازنه الهرموني والجسدي. وفي حالات الإجهاض المتكرر أو وجود نزيف غير مبرر يصبح من الضروري إجراء فحوصات وتحاليل طبية دقيقة لتحديد الأسباب الكامنة ومعالجتها لتفادي تكرار هذه التجربة المؤلمة.