
أطلق خبير التغذية العلاجية الدكتور عبد الرحمن شمس تحذيرا مهما وصادما للكثيرين بشأن البطاطس التي تكتسب لونا أخضر مؤكدا أنها قد تتحول من عنصر غذائي أساسي في كثير من المطابخ إلى مصدر خطر سام يهدد صحة الإنسان خاصة عند تخزينها بشكل خاطئ أو تعريضها للضوء المباشر.
وأوضح شمس أن هذا اللون الأخضر الذي يظهر غالبا تحت قشرة حبات البطاطس ليس مجرد علامة على الفساد بل هو مؤشر واضح على تكون مركب كيميائي سام يعرف باسم السولانين وهو من عائلة القلويدات السامة الخطيرة. يتكون هذا المركب نتيجة لعملية طبيعية تحدث داخل درنة البطاطس فعندما تتعرض للضوء القوي أو أشعة الشمس لفترات طويلة تبدأ في عملية التمثيل الضوئي وهذا يؤدي إلى إنتاج مادة الكلوروفيل التي تمنحها اللون الأخضر ويتزامن مع إنتاج الكلوروفيل زيادة ملحوظة في تركيز مادة السولانين السامة.
وحول تأثير هذه المادة السامة على الجسم البشري حذر خبير التغذية من أن تناول البطاطس التي تحتوي على بقع خضراء يمكن أن يسبب مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة. تشمل هذه الأعراض اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال بالإضافة إلى مشاكل عصبية قد تظهر على هيئة دوخة وصداع وفي الحالات الأكثر شدة قد تصل إلى حد التشنجات العصبية. كما أشار إلى أنه في حالات نادرة إذا تناول شخص كميات كبيرة من هذه البطاطس السامة دون طهي جيد أو مع تجاهل اللون الأخضر الواضح قد يتعرض لتسمم غذائي حاد.
وللوقاية من هذا الخطر الصامت قدم شمس عدة نصائح عملية وفعالة يمكن من خلالها تفادي المخاطر دون الحاجة للتخلي عن تناول البطاطس. أولى هذه النصائح هي ضرورة تخزين البطاطس في مكان بارد وجاف ومظلم بعيدا تماما عن أشعة الشمس المباشرة أو أي إضاءة قوية داخل المطبخ. كما شدد على أهمية الفحص البصري الدقيق لحبات البطاطس قبل الشروع في طهيها وفي حال ملاحظة أي بقع خضراء أو براعم صغيرة نامية على السطح فمن الأفضل إزالة هذه الأجزاء بشكل كامل أو حتى التخلص من الحبة بأكملها إذا كان اللون الأخضر منتشرا على مساحة كبيرة منها.
ونبه شمس إلى أن عملية الطهي الجيد بالحرارة قد تساهم في تقليل تركيز مادة السولانين ولكنها لا تقضي عليها بشكل كامل لذلك من الأفضل عدم المخاطرة وتجنب تناول أي حبة بطاطس يشك في سلامتها. وأكد أن السولانين مادة سامة لا يجب الاستهانة بها أبدا وقد تكون أعراضها أكثر خطورة لدى الفئات الحساسة مثل الأطفال وكبار السن. البطاطس تبقى غذاء آمنا وصحيا عند حفظها وطهيها بالطريقة الصحيحة لكن إهمال هذه التفاصيل البسيطة قد يحولها إلى تهديد صحي غير متوقع.