الأمراض المزمنة تجتاح العالم.. 3 متهمين رئيسيين وراء انتشارها المقلق والمفاجئ

الأمراض المزمنة تجتاح العالم.. 3 متهمين رئيسيين وراء انتشارها المقلق والمفاجئ
الأمراض المزمنة تجتاح العالم.. 3 متهمين رئيسيين وراء انتشارها المقلق والمفاجئ

يشهد العالم تزايدا مقلقا في معدلات انتشار الأمراض المزمنة التي تشمل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى حيث تحولت هذه الحالات إلى التحدي الصحي الأبرز في العصر الحديث وأصبحت المسبب الرئيسي للوفيات على المستوى العالمي وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية والتقارير الصحية الدولية.

يعد نمط الحياة الحديث أحد أهم العوامل المؤدية لهذا الانتشار الواسع حيث ساهم الاعتماد المتزايد على الأطعمة المصنعة المشبعة بالدهون والسكريات والأملاح بالتزامن مع تراجع مستويات النشاط البدني بشكل مباشر في تفاقم معدلات السمنة عالميا بين البالغين والأطفال على حد سواء وهو ما يزيد بدوره من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وأمراض الكلى المزمنة.

كما يلعب التلوث البيئي دورا محوريا في هذا السياق فقد أظهرت الدراسات أن التعرض لتلوث الهواء وخاصة الجسيمات الدقيقة يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والرئة ولا يمكن إغفال تأثير التغير المناخي الأوسع على الصحة العامة للإنسان.

يأتي التقدم في العمر كعامل أساسي آخر إذ أن زيادة متوسط عمر السكان عالميا تعني تراكم عوامل الخطر الصحية بمرور الزمن مما يجعل فئة كبار السن الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض غير السارية.

وترتبط أنماط الحياة غير الصحية ارتباطا وثيقا بالالتهاب المزمن الذي لم يعد يقتصر على كبار السن فقط فالأبحاث الحديثة تشير إلى أن عوامل مثل قلة النوم والتوتر المستمر والنظام الغذائي السيئ والتلوث تسهم جميعها في إحداث حالة التهابية مستمرة بالجسم تمهد الطريق لظهور العديد من الأمراض.

وتتفاقم المشكلة بسبب وجود فجوات واضحة في الخدمات الصحية والاجتماعية حيث يعتبر السكان من ذوي الدخل المحدود الفئة الأكثر تضررا نظرا لصعوبة وصولهم إلى الرعاية الصحية الجيدة والتغذية السليمة وقد زادت جائحة كوفيد-19 من تعقيد الوضع بعد أن تأثرت الخدمات الصحية بشكل كبير مما أدى إلى تدهور الحالات المزمنة لدى الكثيرين.

من جانب آخر ساهم التقدم الكبير في التكنولوجيا الطبية وتحسن أساليب التشخيص في زيادة الوعي ورفع أعداد الحالات المسجلة حيث أصبح من الممكن الكشف مبكرا عن أمراض كانت مهملة في الماضي مثل أمراض المناعة الذاتية والحساسية وهو ما يعطي انطباعا بأن الأرقام أكبر من السابق.

وتشير التوقعات إلى أنه في حال عدم تطبيق خطط وقائية فعالة وتغيير المسار الحالي فإن نسبة الوفيات الناتجة عن الأمراض المزمنة قد تصل إلى ستة وثمانين بالمئة من إجمالي الوفيات عالميا بحلول عام 2050.