أكد تقرير علمي حديث صادر عن مؤسسة أكاديمية بارزة أن فعالية المكملات الغذائية لا تقتصر على نوعها وجرعتها فحسب بل ترتبط بشكل مباشر بتوقيت تناولها. وأوضح التقرير أن اختيار الوقت الخاطئ يمكن أن يقلل من امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الحيوية ويفقدها قيمتها الصحية مما يجعل المكملات أقل فعالية.
يفسر الباحثون هذا الاختلاف في التوقيت بعوامل متعددة داخل الجسم فمستوى حمض المعدة الذي يختلف على مدار اليوم يلعب دورا حاسما كما هو الحال مع بعض المعادن التي تحتاج لبيئة حمضية. كما أن نوعية الطعام الذي يتناوله الشخص مع المكمل وتوقيت معالجة الجسم الطبيعية للعناصر الغذائية تؤثر بشكل مباشر على كفاءة الامتصاص.
ولتحقيق أقصى استفادة من مكملات الحديد يعتبر الصباح الباكر على معدة فارغة هو التوقيت الأمثل لامتصاصه. ويفضل تناوله مع مصدر لفيتامين سي الذي يعزز من قدرة الجسم على امتصاص الحديد بفاعلية. وفي المقابل يجب الحذر من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي بالتزامن مع مكمل الحديد حيث إن هذه المشروبات تعيق عملية الامتصاص بشكل كبير.
أما بالنسبة لمجموعة فيتامينات ب المركب فينصح الخبراء ببدء اليوم بها حيث تلعب هذه الفيتامينات دورا أساسيا في تحويل الطعام إلى طاقة. إن تناول فيتامين ب صباحا يساهم في تعزيز عمليات الأيض ويدعم وظائف الدماغ مما يمنح الشخص نشاطا وتركيزا أفضل على مدار اليوم.
وبالمثل ينصح بتناول مكملات الكالسيوم مع الوجبات أو في الفترة المسائية. إن تناول الكالسيوم مع الطعام لا يساعد فقط على امتصاصه بشكل أفضل بل يقلل أيضا من احتمالية حدوث اضطرابات في المعدة أو عسر هضم لدى بعض الأشخاص.
يحقق الزنك أيضا امتصاصا أفضل عند تناوله مع وجبة طعام ويفضل أن يكون ذلك مع وجبة العشاء. يساعد هذا التوقيت على تجنب الآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان الذي قد يحدث عند تناوله على معدة خاوية.
ومن النقاط الجوهرية التي يجب الانتباه إليها هي التفاعلات بين المعادن المختلفة. فعلى سبيل المثال يتنافس كل من الحديد والكالسيوم والزنك على الامتصاص داخل الجهاز الهضمي. لذلك من الضروري الفصل بين مواعيد تناول هذه المكملات لعدة ساعات لضمان عدم تأثير أحدها على امتصاص الآخر وتعظيم الفائدة من كل مكمل على حدة.
