
شهدت أسواق الذهب في مصر صباح اليوم ارتفاعا ملحوظا في الأسعار لتواصل موجة الصعود القوية التي دفعت المعدن الأصفر لتسجيل مستويات تاريخية. ويأتي هذا التحرك في السوق المحلية استجابة مباشرة للقفزة غير المسبوقة في البورصات العالمية حيث تجاوز سعر الأونصة مستويات قياسية مدفوعا بتوقعات اقتصادية عالمية جديدة.
وبحسب التحليلات الصادرة عن شعبة الذهب والمعادن فإن هذا الصعود المحلي يعكس بشكل مباشر التطورات العالمية حيث سجلت الأونصة سعرا تاريخيا فوق 3650 دولارا. ويعزى هذا الارتفاع القياسي في المقام الأول إلى تزايد رهانات المستثمرين على خفض وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية وذلك في ظل صدور بيانات اقتصادية أظهرت ضعفا بالإضافة إلى تصاعد القلق حول استقلالية قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وفي تفاصيل التعاملات الصباحية وصل سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا وانتشارا في الأسواق المصرية إلى مستوى 4890 جنيها محققا زيادة بمقدار 15 جنيها. وتبعته بقية الأعيرة حيث سجل عيار 24 الأعلى قيمة سعر 5588 جنيها للجرام الواحد بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 18 نحو 4191 جنيها وسجل الجنيه الذهب 39120 جنيها.
وأضافت التحليلات أن التدخلات السياسية المتكررة التي يتعرض لها البنك الفيدرالي تثير مخاوف المستثمرين بشأن قدرته على رسم سياسات نقدية مستقلة وهو ما يعزز جاذبية الذهب. وفي هذا السياق تشير توقعات مؤسسات مالية كبرى إلى إمكانية وصول سعر الأونصة إلى مستوى 5 آلاف دولار إذا استمرت الضغوط السياسية على الفيدرالي وأدت إلى إضعاف موقفه.
وينعكس هذا المشهد العالمي بوضوح على السوق المحلية إذ ترتبط أسعار الذهب في مصر ارتباطا وثيقا بسعر الأونصة عالميا وسعر صرف الدولار. ونتيجة لهذه العوامل مجتمعة يحافظ المعدن الأصفر على مكانته الراسخة كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون لحماية مدخراتهم في أوقات الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية سواء داخل البلاد أو خارجها.
وعلى صعيد الأسواق العالمية قفزت العقود الآجلة للذهب عند مستوى 3694 دولارا مسجلة مكاسب بنسبة 0.80% في مستهل الجلسة وهو ما يؤكد قوة الطلب على المعدن النفيس في ظل الأوضاع الراهنة التي تدفع المستثمرين بعيدا عن الأصول ذات المخاطر العالية.