
الوقوع في العلاقات الخاطئة ليس صدفة.. خبير يوضح الأسباب النفسية
يعتقد الكثيرون أن تكرار الدخول في علاقات مؤذية هو مجرد سوء حظ أو أن الحياة غير منصفة معهم لكن خبير العلاقات الإنسانية الدكتور أحمد أمين يؤكد أن هذه التجارب ليست عشوائية بل تنبع من أنماط عاطفية وفكرية دفينة تحتاج إلى فهم ومعالجة واعية.
أحد أبرز الدوافع التي تجعل الأشخاص يختارون شركاء غير مناسبين هو الهروب من الشعور بالوحدة إذ يدفعهم هذا الخوف إلى قبول علاقات لا تلبي احتياجاتهم العاطفية لمجرد تجنب البقاء بمفردهم كما أن هناك دافعا آخر غير واع يتمثل في محاولة إصلاح صدمات وجروح الماضي من خلال علاقات جديدة مما يؤدي في الغالب إلى تكرار الألم النفسي بدلا من علاجه.
ويشير أمين إلى أن التعود على الأذى قد يجعل الشخص يرى العلاقات السامة كأمر طبيعي واعتيادي خاصة إذا كانت تجاربه السابقة مليئة بالتوتر والألم ويضاف إلى ذلك غياب القدرة على وضع حدود شخصية واضحة وصارمة فعندما يفشل الشخص في حماية مساحته النفسية فإنه يسمح للآخرين باستنزافه والتسبب في معاناته وضغطه النفسي.
ولتجنب الوقوع في فخ العلاقات المؤذية يشدد الدكتور أحمد أمين على أن البداية الحقيقية تكمن في حب الذات وتقديرها فمعرفة الشخص لقيمته الحقيقية تقلل من احتمالية تعلقه بأفراد لا يقدرونه أو يسيئون إليه كما أن مواجهة المشاعر بصدق والاعتراف بها يساعد على فهم الاحتياجات العاطفية الحقيقية بدلا من دفنها أو تجاهلها.
وتعد مهارة وضع حدود صحية خطوة أساسية للحفاظ على التوازن النفسي فتعلم قول لا دون الشعور بالذنب يحمي طاقة الفرد ويمنع الآخرين من استغلاله ويجب أن يتجه الاختيار نحو الأشخاص الداعمين الذين يضيفون طاقة إيجابية للحياة ويشجعون على النمو الشخصي فالاختيار الصحيح للشريك ليس ضربة حظ بل هو مهارة مكتسبة تتطلب وعيا وفهما عميقا للذات واحتياجاتها مما يحول العلاقات إلى مصدر للسعادة بدلا من الألم.