
تشهد المواقيت ومساجد الحل مسارا تطويريا شاملا تقوده الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بهدف إحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ورفع الكفاءة التشغيلية لهذه البوابات الإيمانية التي تمثل نقطة الانطلاق الأولى في رحلة الحاج والمعتمر نحو أداء مناسكهم.
وأوضح المهندس صالح الرشيد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية أن تطوير هذه المواقع الحيوية يندرج ضمن رؤية استراتيجية متكاملة تسعى لتعزيز جاهزيتها لاستقبال الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين. وأضاف أن المشروع يرتكز على محاور رئيسية تشمل تحسين الأداء التشغيلي وضمان الاستدامة المالية ورفع جودة الخدمات المقدمة بما يعكس قدسية المكان ويلبي تطلعات ضيوف الرحمن في رحلتهم الروحانية.
وتعمل الهيئة الملكية حاليا على إعداد التصاميم التفصيلية لمشروعات تطويرية بارزة منها مشروع ميقات قرن المنازل المعروف بالسيل الكبير الذي يتضمن إعادة تنظيم حركة السير والمركبات داخله وتوسعة المصليات وتحسين الساحات المحيطة به وتحديث شامل للمرافق الخدمية. كما تشمل الخطط ميقات وادي محرم عبر برامج تطويرية تهدف لرفع كفاءة مرافقه وتعزيز المشهد البصري العام وربطه بشبكة الطرق ومسارات الحركة الرئيسية لتسهيل الوصول إليه.
وتمتد جهود التشغيل والصيانة لتغطي كافة المواقع الرئيسية حيث تشمل ميقات السيل الكبير وميقات وادي محرم والجحفة ويلملم بالإضافة إلى مسجدي الحل وهما مسجد التنعيم الذي يعد الأكثر استخداما للإحرام ومسجد الجعرانة. وتتضمن هذه الأعمال خططا متكاملة للنظافة اليومية والصيانة الدورية للمرافق وتحسين الواجهات والممرات الخارجية لضمان جاهزيتها على مدار الساعة.
وقد أثمرت الخطط التشغيلية المطبقة خلال موسم حج 1446هـ عن تحقيق نتائج ملموسة حيث تم تقليص متوسط زمن انتظار الحجاج في المواقع إلى 39 دقيقة بعد أن كان يصل في السابق إلى 80 دقيقة. كما تم خفض زمن الاستجابة للملاحظات والبلاغات إلى 150 دقيقة كحد أقصى مقارنة بـ 240 دقيقة سابقا مع تحقيق نسبة استجابة بلغت 100% فيما سجلت مؤشرات رضا الزوار وجودة الخدمات نسبة 99% بفضل الجاهزية التشغيلية الكاملة التي تحققت منذ وقت مبكر من شهر ذي القعدة.
وتضع الهيئة الملكية تصورا مستقبليا يهدف إلى بناء نموذج تشغيلي مستدام لهذه المواقع يعمل على توسيع طاقتها الاستيعابية لتخفيف الضغط على المواقيت الحالية. ويعتمد هذا التصور على معايير تصميم حديثة تحافظ في الوقت ذاته على الهوية المعمارية الإسلامية الأصيلة لهذه الأماكن المقدسة لتقديم تجربة إنسانية وروحانية فريدة تليق بضيوف الرحمن وتعكس الوجه المشرق لمكة المكرمة.