فسخ الخطوبة.. دليلك لتجاوز الألم النفسي واستعادة حياتك في خطوات عملية

فسخ الخطوبة.. دليلك لتجاوز الألم النفسي واستعادة حياتك في خطوات عملية
فسخ الخطوبة.. دليلك لتجاوز الألم النفسي واستعادة حياتك في خطوات عملية

يعد فسخ الخطوبة تجربة عاطفية قاسية قد تهدم الثقة وتزعزع الشعور بالأمان الذي تم بناؤه مع مرور الوقت حيث يشعر الشخص في لحظة بفقدان الأمل وانهيار الأحلام التي رسمها لمستقبله لكن هذه الصدمة المؤلمة ليست بالضرورة نهاية المطاف بل يمكن أن تكون نقطة تحول نحو بداية جديدة.

وقد أوضح الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية أن الألم الناتج عن فشل علاقة عاطفية قد يكون فرصة للنهوض مجددا إذا قررت الفتاة تحويل هذه المحنة إلى منحة للنمو والنضج واكتشاف الذات من جديد.

إن الخطوة الأولى نحو التعافي تكمن في الاعتراف الصريح بوجود الألم والسماح للمشاعر بالحضور دون قمع أو إنكار فالبكاء والتعبير عن الحزن ليس ضعفا بل هو تفاعل إنساني طبيعي ومنح النفس مساحة كافية لمعالجة هذه المشاعر هو بداية الطريق نحو الشفاء الحقيقي.

من الضروري جدا الفصل بين قيمة الذات وبين تصرفات الشخص الذي تسبب في الأذى فلا يجب ربط مكانتك الشخصية بمن لم يقدرها فقيمتك الحقيقية تنبع من داخلك وليس من نظرة الآخرين إليك أو تقييمهم لك.

وللمضي قدما يجب قطع كل الروابط التي تعيدك إلى الماضي المؤلم ويشمل ذلك الصور والرسائل والهدايا والأماكن التي تحمل ذكريات مشتركة فالسماح لهذه الأشياء بالبقاء في الحاضر يعيق عملية التعافي ويبقيك أسيرة لمرحلة انتهت بالفعل.

يمكن استغلال هذه الفترة للتركيز على تطوير الذات لأجل نفسك فقط وليس لإثبات أي شيء للطرف الآخر سواء كان ذلك بتعلم مهارة جديدة أو الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية فالقوة الحقيقية هي التي تأتي من تقديرك لنفسك ورعايتك لها.

يجب النظر إلى هذه التجربة القاسية باعتبارها درسا قيما لا وصمة عار فبدلا من لوم النفس واستخدام عبارات مثل كنت غبية يجب استبدالها بعبارة لقد تعلمت فكل تجربة تضيف إلى نضج الإنسان وخبرته في الحياة.

من أهم القرارات الحاسمة عدم العودة أبدا لمن قلل من قيمتك أو استهان بمشاعرك فالكرامة خط أحمر لا يمكن المساومة عليه والعلاقة الصحية لا تسبب هذا الكم من الأذى النفسي والعودة إليه تعني تكرار الألم ذاته.

امنحي قلبك وقتا كافيا ليلتئم وتجنبي القفز إلى علاقة جديدة بهدف الهروب من الوحدة أو الفراغ الذي خلفه الانفصال فالقلب يحتاج إلى فترة نقاهة ليستعيد توازنه ويستعد لفتح أبوابه من جديد بطريقة صحيحة.

أحيطي نفسك بدائرة اجتماعية آمنة وداعمة واختاري بعناية الأشخاص الذين يمنحونك شعورا بالأمان ويستمعون إليك دون إطلاق أحكام مسبقة فهؤلاء الأصدقاء أو أفراد العائلة هم السند الحقيقي في رحلة الشفاء وتجاوز الأزمة.

راجعي تصرفاتك وقراراتك خلال العلاقة السابقة ليس بهدف جلد الذات ولكن لفهمها بشكل أعمق حاولي تحليل نقاط ضعفك والأمور التي سمحت بحدوثها وتعلمي من هذه التجربة واغفري لنفسك أخطاءها.

ثقي بأن الله يرى كل ما مررت به من ألم وضعف ولن يضيع حقك وأن كل دمعة وكل لحظة انكسار ستعوضين عنها بما هو خير لك في الوقت المناسب فالتسليم بهذه الحقيقة يمنح النفس طمأنينة وقوة هائلة.