
تستعد العاصمة الرياض لاحتضان فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي بنسخته لعام 2025 خلال شهر أكتوبر القادم. يشكل هذا الحدث الذي ينظمه نادي الصقور السعودي ملتقى سنويا بارزا يمزج بين الموروث الثقافي العريق والحراك الاقتصادي النشط ويقدم تجربة اجتماعية فريدة للعائلات والمهتمين من مختلف أنحاء العالم ليكون منصة رائدة تدعم الهوية الوطنية وتفتح آفاقا واسعة لقطاع الهوايات.
يبرز المعرض كجسر ثقافي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل حيث يجد فيه الأطفال فرصة للتعرف على فنون الصقارة وأدواتها بينما يسترجع الآباء والأمهات ذكرياتهم في مشهد يعكس تواصل الأجيال ويعزز الروابط العائلية. وبهذا يؤدي المعرض دورا محوريا في ترسيخ الانتماء الوطني وتشجيع ممارسة هذه الهواية بأساليب منظمة تحافظ على البيئة وتواكب معايير الاستدامة بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
تقدم نسخة هذا العام مجموعة واسعة من الفعاليات المتنوعة التي تلبي اهتمامات جميع أفراد الأسرة لتجعل من المعرض مقصدا متكاملا. تشمل التجارب المقررة متحف شلايل وأجنحة المحميات الملكية إلى جانب فعالية السفاري وعروض الفروسية وركوب الهجن. كما يتضمن الحدث منطقة للفنون ومزادا وسباقا للصقور وجناحا صينيا وفعالية صقار المستقبل بالإضافة إلى ورش عمل علمية متخصصة وتجارب سيارات الدفع الرباعي وأنشطة مخصصة للعائلة والأطفال.
لقد تحول المعرض على مدار الأعوام الماضية إلى وجهة عالمية رائدة في مجاله ووجهة سنوية تستقطب محبي الصيد وهواة تربية الصقور. وقد شهدت نسخة العام الماضي 2024 نجاحا نوعيا حيث استقطبت خلال عشرة أيام أكثر من 640 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها. شارك في تلك النسخة ما يزيد على 400 عارض من 45 دولة يمثلون أكثر من 630 علامة تجارية كما شهدت مشاركة 19 جهة حكومية وامتدت مساحته لأول مرة لتتجاوز 160 ألف متر مربع احتضنت 16 فعالية وورشة عمل تفاعلية.
يعكس هذا النجاح المتنامي مكانة المعرض كمنصة اقتصادية مهمة تدعم الصناعات المرتبطة بالهوايات وتنشط الحركة التجارية من خلال استقطاب مئات العارضين والزوار. وفي جوهره يظل المعرض ملتقى سنويا تفاعليا يجمع عشاق الصيد ومربي الصقور ويؤكد حضور الصقارة كموروث إنساني متجذر في تاريخ الجزيرة العربية يسهم في نقل القيم الاجتماعية الأصيلة.