الأدوية بدون وصفة طبية.. تحذير من خطر خفي قد يدمّر صحتك كلياً

الأدوية بدون وصفة طبية.. تحذير من خطر خفي قد يدمّر صحتك كلياً
الأدوية بدون وصفة طبية.. تحذير من خطر خفي قد يدمّر صحتك كلياً

أصبح الإقبال على شراء الأدوية دون استشارة طبيب مختص ظاهرة منتشرة بشكل خطير في ظل سهولة الوصول للصيدليات وانتشار المعلومات الطبية غير الموثوقة عبر الإنترنت وهذا السلوك الذي يعتمد على تجارب سابقة أو نصائح من غير المتخصصين يمثل تهديدا حقيقيا للصحة العامة قد لا يدرك الكثيرون أبعاده.

وقد حذر الدكتور مصعب إبراهيم استشاري الجهاز الهضمي من هذه الممارسة مشددا على المخاطر الجسيمة التي تترتب على تناول العقاقير وخاصة المضادات الحيوية دون وصفة طبية مؤكدا أن ما يبدو حلا سريعا لمشكلة صحية قد يتحول إلى سبب لمضاعفات صحية طويلة الأمد.

يكمن أحد أكبر الأخطار في التشخيص الذاتي الخاطئ فالأعراض المتشابهة لا تعني بالضرورة أن المرض واحد فالصداع على سبيل المثال قد يكون مؤشرا للإرهاق أو فقر الدم لكنه قد يكون أيضا علامة على حالات أكثر خطورة كارتفاع ضغط الدم إن تناول مسكن للألم قد يخفي العرض مؤقتا لكنه يترك السبب الحقيقي للمشكلة دون علاج مما يسمح للحالة بالتفاقم.

يمثل الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية جانبا مقلقا بشكل خاص فهذه الأدوية مخصصة لمكافحة العدوى البكتيرية فقط ولا تؤثر على الفيروسات المسببة لأمراض شائعة كثيرة إن تناولها دون حاجة حقيقية يضعف مناعة الجسم ويسهم في ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للعلاج وهو ما يجعل الأمراض البسيطة في المستقبل أكثر صعوبة وخطورة في علاجها.

من الأخطاء الشائعة أيضا الاعتقاد بأن الدواء الذي ناسب شخصا آخر سيكون آمنا وفعالا لك فكل جسم يتفاعل مع الأدوية بطريقة مختلفة تماما فوجود حالات مثل الحمل أو أمراض مزمنة كأمراض القلب والضغط يغير من قدرة الجسم على تحمل بعض العقاقير فما يكون آمنا لشخص قد يكون شديد الخطورة على آخر حتى لو كانت الأعراض الظاهرية متطابقة.

كما يجب الانتباه إلى خطر التفاعلات الدوائية فتناول دوائين أو أكثر في نفس الوقت دون إشراف طبي قد يؤدي إلى تفاعلات كيماوية ضارة داخل الجسم تسبب مضاعفات خطيرة للكبد أو القلب أو الكلى فالطبيب وحده هو القادر على تحديد العلاج والجرعة المناسبة لحالتك الصحية مع الأخذ في الاعتبار جميع الأدوية الأخرى التي تتناولها.

علاوة على ذلك تحمل الكثير من الأدوية آثارا جانبية قد تكون خفية لكنها مدمرة فبعضها قد يسبب نزيفا داخليا أو جلطات دموية أو اضطرابات نفسية حادة أو ارتفاعا مفاجئا في ضغط الدم إن تجاهل هذه الأعراض الجانبية المحتملة قد يؤدي إلى مضاعفات يصعب علاجها لاحقا فتذكر دائما أن الدواء الذي تحصل عليه بلا وصفة قد يعالج ألما مؤقتا لكنه قد يمهد الطريق لمرض دائم.