تحذيرات من عادة تسخين بقايا الطعام أكثر من مرة لتجنب التسمم
تعد عادة تخزين بقايا الطعام في الثلاجة لإعادة استهلاكها لاحقا سلوكا شائعا في العديد من المنازل كوسيلة لتجنب الهدر ولكن الخبراء يحذرون من أن هذه الممارسة قد تخفي وراءها أخطارا صحية جسيمة لا يدركها الكثيرون حيث تتحول هذه الوجبات إلى بيئة خصبة لنمو البكتيريا الضارة.
إن الخطر الحقيقي في بقايا الطعام لا يكمن في مظهرها أو رائحتها فغالبا ما تبدو الوجبة جيدة تماما لكنها قد تحتوي على مستعمرات من البكتيريا غير المرئية فبعض الأنواع مثل باسيلس سيريوس وكلوستريديوم بيرفرينجنز لديها القدرة على البقاء حية بعد الطهي الأول وتتكاثر بسرعة عندما يترك الطعام ليبرد ببطء في درجة حرارة الغرفة.
تزداد مخاطر التسمم الغذائي بشكل كبير مع كل مرة يتم فيها إعادة تسخين وتبريد الطعام فهذه الدورة المتكررة توفر الظروف المثالية لتكاثر الجراثيم كما أن عملية التسخين المتكرر تؤدي إلى فقدان الطعام لجزء كبير من قيمته الغذائية حيث تتحلل الفيتامينات والمعادن الأساسية وتصبح الوجبة أقل فائدة للجسم ويكون الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للتأثر بهذه المخاطر.
توجد قواعد واضحة تحدد متى يصبح الطعام المتبقي غير آمن للاستهلاك فأي طعام مطبوخ يترك خارج الثلاجة لمدة تزيد على ساعتين يجب التخلص منه فورا كما لا ينبغي تخزين البقايا في الثلاجة لأكثر من ثلاثة إلى أربعة أيام حتى لو كانت محفوظة في درجة حرارة تقل عن 5 درجات مئوية والقاعدة الأهم هي عدم إعادة تسخين نفس الطبق أكثر من مرة واحدة.
لضمان تناول بقايا الطعام بأمان يوصى باتباع إرشادات محددة تبدأ من بعد الطهي مباشرة حيث يجب تبريد الطعام بسرعة عن طريق تقسيمه إلى أجزاء صغيرة ووضعه في أوعية غير عميقة ثم نقله إلى الثلاجة في غضون ساعتين على الأكثر هذه الطريقة تسرع من عملية التبريد وتقلل من الوقت الذي يقضيه الطعام في نطاق درجات الحرارة الخطرة.
عندما تقرر تناول البقايا المحفوظة يجب تسخين الكمية التي ستستهلكها فقط والتأكد من وصولها إلى درجة حرارة عالية في جميع أجزائها حتى يتصاعد منها البخار فهذا يضمن القضاء على معظم البكتيريا التي قد تكون نمت خلال فترة التخزين أما إعادة تسخين الوعاء بأكمله ثم إعادة ما تبقى منه إلى الثلاجة فهو سلوك غير آمن ويزيد من فرص الإصابة بالأمراض.
