بحة الصوت: أسبابها الشائعة وخيارات العلاج المتاحة ومتى يجب استشارة الطبيب

بحة الصوت: أسبابها الشائعة وخيارات العلاج المتاحة ومتى يجب استشارة الطبيب
بحة الصوت: أسبابها الشائعة وخيارات العلاج المتاحة ومتى يجب استشارة الطبيب

يعاني الكثيرون من بحة الصوت التي تشكل تغيرا واضحا في طبيعة الصوت وتعيق القدرة على التواصل الفعال في المحيط العملي والاجتماعي. ولا تعد هذه المشكلة مجرد إزعاج مؤقت بل قد تكون علامة تحذيرية لمجموعة متنوعة من الحالات الصحية التي تتفاوت في خطورتها وتتطلب اهتماما خاصا.

تنشأ بحة الصوت غالبا نتيجة لأسباب بسيطة وشائعة ترتبط بأنماط الحياة اليومية. ومن أبرز هذه العوامل إرهاق الأحبال الصوتية بشكل مفرط بسبب الصياح في الحفلات الصاخبة أو إلقاء محاضرات مطولة. كما تلعب نزلات البرد دورا أساسيا في حدوثها بالإضافة إلى عادات ضارة مثل التدخين وتناول الكحول والوجود في بيئات مليئة بالغبار لفترات طويلة.

وعلى جانب آخر هناك أسباب أكثر خطورة قد تقف وراء استمرار هذه المشكلة. ويأتي في مقدمتها التهاب الحنجرة والارتجاع المريئي الذي يؤدي إلى صعود حمض المعدة وتهييجه للحنجرة والأحبال الصوتية. كما قد تنتج البحة عن وجود زوائد غير طبيعية مثل العقيدات أو السلائل أو الأكياس التي تعرقل تدفق الهواء وتؤثر سلبا على اهتزاز الحبال الصوتية.

وقد تمتد جذور المشكلة إلى عوامل نفسية إذ إن الضغوط النفسية الشديدة قد تسبب حالة تعرف بفقدان الصوت النفسي المنشأ. وفي هذه الحالة يفقد الشخص صوته جزئيا أو كليا وتتراوح الأعراض بين الهمس الأجش وصولا إلى انعدام القدرة على الكلام تماما.

يوصي الخبراء بضرورة استشارة الطبيب المختص إذا استمرت بحة الصوت لفترة تتجاوز ثلاثة أو أربعة أسابيع. وتزداد أهمية هذه الخطوة عند تزامن البحة مع أعراض أخرى مقلقة كصعوبة البلع أو ضيق التنفس أو الإحساس بوجود كتلة في الحلق بالإضافة إلى فقدان الوزن غير المبرر وذلك لاستبعاد أي أمراض خطيرة مثل سرطان الحنجرة.

وللتعامل مع بحة الصوت ينصح باتباع تدابير بسيطة وفعالة تهدف إلى استعادة مرونة الأحبال الصوتية. ويأتي ترطيب الحبال الصوتية في مقدمة هذه الإجراءات ويمكن تحقيق ذلك عبر استخدام مستحضرات تحتوي على حمض الهيالورونيك أو أقراص الاستحلاب الملحية التي تزيد من رطوبة الخلايا.

ويعد استنشاق المحلول الملحي وسيلة مهدئة وفعالة أيضا. وبشكل عام يجب على من يعاني من البحة الإكثار من شرب السوائل خاصة المشروبات الدافئة مثل شاي البابونج الذي يتميز بخصائصه المضادة للالتهاب أو المريمية التي تساعد على الترطيب. ومن الضروري إراحة الصوت قدر الإمكان وتجنب الحديث إلا للضرورة مع الابتعاد عن الهمس أو محاولة تنظيف الحلق بقوة لأن ذلك يزيد من الضغط على الأحبال الصوتية المتهيجة ويفضل السعال الخفيف للتخلص من أي مخاط.