كتم العطس عادة خطيرة.. أطباء يحذرون من عواقب وخيمة تصل لتمزق الحلق

كتم العطس عادة خطيرة.. أطباء يحذرون من عواقب وخيمة تصل لتمزق الحلق
كتم العطس عادة خطيرة.. أطباء يحذرون من عواقب وخيمة تصل لتمزق الحلق

حذر خبراء من أن محاولة كبت العطسة قد تبدو تصرفًا اجتماعيًا لائقًا لكنها تنطوي على مخاطر صحية جسيمة قد لا تكون في الحسبان. فالضغط الهائل الذي يولده الجسم لطرد المهيجات يمكن أن يرتد داخليًا مسببًا أضرارًا بالغة تصل إلى تمزق الأوعية الدموية في الدماغ أو كسور في الأضلاع وهذا يعكس القوة الكبيرة التي يتم حبسها داخل الجسم.

يعتبر العطاس آلية دفاعية طبيعية وفعالة للجسم حيث يتراكم ضغط كبير داخل الرئتين ثم يندفع فجأة وبقوة للخارج لطرد الجسيمات الدخيلة والمواد المسببة للحساسية والجراثيم والمهيجات من الممرات الأنفية. وعندما يقوم شخص ما بكتم هذه العملية عبر إغلاق الفم والأنف فإن هذا الضغط يبحث عن مخرج آخر داخل الجسم مما يؤدي إلى مضاعفات محتملة.

تتعدد المخاطر المترتبة على حبس العطسة وتتوزع على أجزاء مختلفة من الجسم. أحد أبرز الأضرار المحتملة هو تمزق طبلة الأذن فالضغط المرتد قد يجد طريقه عبر قناة استاكيوس التي تصل بين الأنف والأذن الوسطى مما يؤدي إلى ثقب في النسيج الرقيق الفاصل بين الأذن الخارجية والوسطى وهو ما قد يسبب بدوره مضاعفات خطيرة مثل عدوى الأذن المزمنة وفقدان السمع أو الشعور بالدوار والدوخة.

لا يقتصر الأمر على الأذن فقط بل قد يؤدي حبس العطاس إلى دفع المهيجات والجراثيم التي كان من المفترض طردها إلى داخل الأذن الوسطى مسببًا التهابات حادة ومؤلمة. كما أن الضغط الشديد يمكن أن يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية السطحية الدقيقة في العينين أو الأنف وهو ما يظهر على شكل احمرار في بياض العين أو نزيف مؤقت تحت الملتحمة.

وفي حالات نادرة ولكنها خطيرة يمكن للضغط المكبوت أن يسبب تمزقًا في حالات تمدد الأوعية الدموية الدماغية الموجودة مسبقًا ما يؤدي إلى نزيف دماغي قد يكون مميتًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل فوري. كما رصدت تقارير طبية حالات لأشخاص أصيبوا بكسور في أضلاعهم نتيجة محاولة حبس عطسة قوية حيث ينتقل الضغط المحبوس إلى القفص الصدري.

أوضح أخصائيون في الأنف والأذن والحنجرة أن نوع الإصابة قد يعتمد على الطريقة التي يكتم بها الشخص العطسة فالشخص الذي يغلق حلقه لحبس الضغط في صدره يكون أكثر عرضة لكسور الأضلاع مقارنة بمن يضغط على أنفه. ومن الحالات الطبية المسجلة أيضًا حدوث انتفاخ تحت الجلد وهو عبارة عن تسرب الهواء وتجمعه تحت طبقات الجلد ما يسبب انتفاخات ناعمة تصدر صوت طقطقة عند الضغط عليها.

أما عن الاعتقاد الشائع بأن كتم العطسة قد يسبب نوبة قلبية فقد أوضح الأطباء أن هذا الأمر غير مثبت علميًا. وعلى الرغم من أن الضغط قد يؤثر بشكل طفيف ولحظي على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب إلا أن هذه المؤشرات تعود إلى طبيعتها بسرعة دون أن تترك أثرًا خطيرًا على صحة القلب والأوعية الدموية.

ينصح الخبراء بضرورة السماح للعطسة بالخروج بشكل طبيعي مع تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي أو بثنية المرفق لمنع انتشار الرذاذ. وللأشخاص الذين يرغبون في تقليل نوبات العطس يمكنهم اتخاذ إجراءات وقائية مثل تجنب مسببات الحساسية كالغبار ووبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح والابتعاد عن الأضواء الساطعة المفاجئة والحد من تناول الأطعمة الحارة.