
يطرح باحثون فكرة مثيرة للجدل حول إمكانية أن تكون الرغبة الشديدة في تناول الطعام مؤشرا تحذيريا مبكرا للإصابة بالسرطان حيث تشير بعض التقارير إلى ظهور هذه التغيرات غير الاعتيادية في الشهية قبل أشهر من تشخيص المرض وظهور أعراضه التقليدية المعروفة مما يفتح الباب أمام اكتشاف مبكر للمرض وتحسين فرص العلاج.
توجد أسباب بيولوجية تفسر معاناة مرضى السرطان من تغيرات في التذوق والشهية فالمرض بحد ذاته يؤثر على سلوك الأكل لدى المصابين إذ تشير الدراسات إلى أن الجسم قد يعاني من التهابات وبطء في عملية الأيض فضلا عن حدوث تغيرات مباشرة في حاستي التذوق والشم وكلها عوامل رئيسية تؤثر على كيفية تناول الطعام ونوعيته.
رغم أن هذه الروايات تبدو مقنعة يرى خبراء وأطباء أن الواقع ليس بهذه البساطة ويؤكدون أن هذه الأفكار مستقاة بالأساس من ملاحظات سريرية وروايات فردية حيث يصف بعض المرضى تغيرات جذرية في أذواقهم مثل أن يصبح طعم الشاي سيئا فجأة أو أن تتحول أطعمتهم المفضلة إلى مصدر للاشمئزاز وهذه التغيرات تحدث أحيانا قبل التشخيص وأحيانا أخرى بعد بدء العلاج.
يوضح المتخصصون أن هذه التجارب الفردية تظهر أن السرطان يمكن أن يؤثر على طريقة تذوقنا للطعام لكنها لا تثبت بشكل قاطع أن رغبة محددة في الأكل يمكن أن تكون أداة تشخيص موثوقة للتنبؤ بالمرض فالأمر لا يعدو كونه جزءا صغيرا من الصورة الكاملة ولا يغني أبدا عن الفحص الطبي الدقيق عند الشك في أي أعراض.
لذلك ينصح الخبراء بضرورة التوجه للفحص الطبي عند ملاحظة أي تغيرات غريبة في الشهية بدلا من محاولة التشخيص الذاتي كما يشددون على أهمية عدم استبعاد أي مجموعة غذائية من النظام اليومي لمجرد الظن بأنها تعزز السرطان فهذا التقييد قد يؤدي إلى فقدان غير ضروري للوزن ونقص في التغذية وصعوبة في تحمل العلاج مما قد يبطئ مسيرة التعافي.
بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالفعل بالسرطان من المهم اتباع نظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على أطعمة مغذية وموسمية مع الحفاظ على النشاط البدني قدر الإمكان والالتزام ببروتوكولات العلاج والفحص القائمة على الأدلة العلمية والاستعانة بالاختبارات الموجهة مثل دراسات الحديد عندما تشير الأعراض إلى فائدتها.