
تعد جرثومة المعدة واحدة من الحالات الصحية الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي لدى قطاع واسع من الأفراد رجالا ونساء وتتسبب في مجموعة من الأعراض المزعجة. وتتراوح حدة هذه الأعراض بين الانزعاج البسيط والمضاعفات الخطيرة التي تستدعي تدخلا طبيا عاجلا وعناية خاصة.
تبدأ العلامات الأولية للإصابة بجرثومة المعدة عادة بآلام متكررة في البطن وشعور بالانتفاخ مع كثرة التجشؤ. وقد يعاني المريض أيضا من الغثيان الذي قد يتطور إلى قيء في بعض الحالات بالإضافة إلى إحساس بالحرقة في المعدة قد يرافقه ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
من المؤشرات المهمة التي قد تدل على الإصابة بهذه البكتيريا هو فقدان الشهية بشكل ملحوظ وما يترتب عليه من نقص في الوزن غير المبرر. ويشكو الكثيرون من وجع في البطن يزداد سوءا بعد تناول أي نوع من الطعام مما يجعل تجربة الأكل غير مريحة.
تتطور الأعراض في الحالات المتقدمة لتصبح أكثر خطورة وتتضمن آلاما حادة ومستمرة في منطقة البطن وصعوبة في البلع. وتعتبر التغيرات في طبيعة الإخراج من العلامات المنذرة بالخطر مثل ظهور براز دموي أو أسود اللون.
كما أن تقيؤ الدم أو ظهور القيء باللون الأسود الداكن الذي يشبه القهوة المطحونة يعد من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب التوجه الفوري للطبيب لتجنب أي تداعيات صحية.
يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في إدارة أعراض جرثومة المعدة والمساعدة في عملية الشفاء إلى جانب العلاج الدوائي. فهناك أطعمة تساعد على محاربة البكتيريا وتهدئة بطانة المعدة بينما تزيد أطعمة أخرى من حدة الالتهاب والألم.
ينصح الخبراء بتناول الزبادي واللبن الرائب لاحتوائهما على البروبيوتيك وهي بكتيريا نافعة تعزز من توازن الميكروبات في الأمعاء وتساعد في مكافحة العدوى. ويعتبر الثوم سواء كان نيئا أو مطبوخا مضادا طبيعيا للبكتيريا لكن ينبغي استهلاكه باعتدال.
يساهم تناول الخضروات مثل البروكلي والقرنبيط في قتل جرثومة المعدة بفضل مادة السولفورافين الفعالة ويفضل طهيهما على البخار للحفاظ على قيمتهما. كما يساعد العسل بخصائصه المضادة للبكتيريا والزنجبيل الذي يقلل الالتهاب والغثيان في تهدئة الجهاز الهضمي.
تعتبر الأطعمة الخفيفة مثل الشوفان والأرز الأبيض خيارا جيدا لأنها تمتص حمض المعدة الزائد وتهدئ جدار المعدة. ويأتي الموز بتركيبته القلوية والتفاح المهروس أو المسلوق ليعملا على تخفيف أعراض القرحة والالتهاب بينما يساهم الكمون ومشروبات الأعشاب الدافئة كالبابونج والنعناع في تحسين الهضم وتخفيف الانتفاخ.
على الجانب الآخر يجب على المريض تجنب قائمة من الأطعمة التي تفاقم الأعراض وتشمل المأكولات الحارة والدهنية والمقلية التي تهيج المعدة. كما ينبغي الابتعاد عن المشروبات التي تزيد الحموضة مثل القهوة والمشروبات الغازية بالإضافة إلى الشوكولاتة والطماطم والفواكه الحمضية والأطعمة المصنعة والمعلبات. ويشدد على ضرورة الامتناع عن التدخين والكحول لما لهما من تأثير سلبي مباشر على صحة المعدة.