مع تزايد حدة البرودة وانخفاض درجات الحرارة، يجد الكثيرون أنفسهم في مواجهة نوبات متكررة من أوجاع الركبة، وتبرز هذه المعاناة بشكل خاص في الصباح الباكر أو عند إسدال الليل ستاره. ولفهم طبيعة هذه الظاهرة، يشير الدكتور أناند شافان، استشاري جراحة العظام، إلى أن أوجاع الشتاء ليست مجرد توهم، بل هي استجابة فسيولوجية شائعة، تزداد وطأتها لدى كبار السن، أو أولئك الذين يعانون من مشاكل مفصلية سابقة، وحتى لدى الأشخاص الذين يميلون إلى الخمول وقلة الحركة، حيث تؤدي البرودة إلى انكماش الأنسجة المحيطة بالمفصل وفقدانها لمرونتها المعتادة.
وتلعب الفيزياء دورًا رئيسيًا في هذا الألم؛ فالتغيرات في الضغط الجوي المصاحبة للطقس البارد قد تتسبب في تمدد طفيف للأنسجة، مما يولد ضغطًا على الأعصاب في المناطق الحساسة. ولا يتوقف الأمر عند تأثير الجو الخارجي، بل قد يكون هذا الألم بمثابة جرس إنذار يكشف عن مشكلات صحية كامنة لم تكن ظاهرة، مثل بدايات التهاب المفاصل أو ضعف العضلات وتآكل الغضاريف، حيث يعمل البرد كمحفز يظهر الأعراض التي قد تختفي في الأجواء المعتادة.
وللتغلب على هذه التحديات الموسمية، ينصح الخبراء باتباع استراتيجية وقائية تعتمد على تدفئة الجسم والمفاصل بشكل جيد، سواء عبر ارتداء الملابس المناسبة والأغطية الواقية للركبة، أو استخدام الكمادات الدافئة. كما يُعد الحفاظ على النشاط البدني أمرًا جوهريًا، فممارسة تمارين الإطالة والتقوية البسيطة داخل المنزل تساهم في تليين المفاصل وتقليل التيبس. وإلى جانب ذلك، لا يجب إغفال شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم والمفاصل، مع ضرورة الانتباه لنوعية الأحذية لتجنب الصدمات الناتجة عن الأرضيات الصلبة أو الباردة، مما يضمن مرور فصل الشتاء بأقل قدر من المتاعب الصحية.
التعليقات