تتطلب ديمومة الحياة الزوجية واستقرارها سعيًا دؤوبًا ووعيًا عميقًا، فهي كالنبتة التي تحتاج إلى رعاية مستمرة لكي لا تذبل، وفي هذا السياق، يشير خبراء الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، ومنهم الدكتور محمد هاني، إلى أن هناك سلوكيات قد تبدو بسيطة لكنها تعمل كمعاول هدم صامتة تهدد كيان الأسرة إذا لم يتم تداركها. ولعل أبرز هذه المخاطر يكمن في انقطاع حبل الود والحوار، فغياب المصارحة وتبادل الأحاديث يخلق فجوة تتسع مع الوقت لتملأها مشاعر الكتمان والضيق؛ لذا فإن تخصيص مساحة يومية للإنصات المتبادل بقلب مفتوح يعد طوق نجاة لتبديد أي سوء فهم قبل تراكمه.
ومن الجوانب التي تفتك بالاحترام المتبادل وتسمم الأجواء، وضع الشريك في كفة ميزان مقارنة مع الآخرين، وهو تصرف يزعزع الثقة بالنفس ويجرح الكرامة ويشعر الطرف الآخر بالنقص. يكمن البديل الأمثل في تسليط الضوء على مكامن الجمال والتميز لدى شريك الحياة والاحتفاء بأبسط نجاحاته لتعزيز الرابطة بينكما. وبالتوازي مع ذلك، لا ينبغي أن يطغى الاهتمام بالأمور المادية والمعيشية على الجانب الوجداني، فالقلوب تحتاج إلى الامتنان والتقدير والحضور العاطفي بقدر حاجتها لمتطلبات الحياة، حيث إن إهمال الاحتياجات النفسية يولد جفاءً يصعب علاجه لاحقًا.
علاوة على ذلك، فإن سيادة لغة الصراخ وسرعة الغضب تحيل عش الزوجية إلى ساحة معركة دائمة التوتر، مما يستوجب التحلي بالهدوء واكتساب مهارة ضبط النفس والتريث قبل التفوه بكلمات جارحة في لحظات الانفعال. وأخيرًا، لا يمكن إغفال تأثير الروتين القاتل وإهمال المظهر الشخصي في خفوت بريق الانجذاب بين الطرفين؛ فالحرص المستمر على الأناقة، وتجديد كلمات الغزل، والاهتمام بالتفاصيل الجمالية، كلها عوامل تكسر رتابة الأيام وتعيد للعلاقة حيويتها ورونقها الأول.
التعليقات