في منتصف شهر ديسمبر لعام 2024، استقبلت جدران القلعة البيضاء خبرًا مفصليًا بعودة السويسري كريستيان جروس لتولي الدفة الفنية للفريق مرة أخرى، وذلك في أعقاب رحيل البرتغالي جوزيه جوميز الذي فضل الانتقال إلى الدوري السعودي لقيادة نادي الفتح. وقد احتفى النادي بهذه العودة عبر منصاته الرسمية بعبارات ترحيبية تصف المدرب العائد بـ”العراب”، إيمانًا بقدرته على إعادة ترتيب الأوراق الفنية للفريق.

وتستند هذه الثقة إلى تاريخ حافل سطره المدرب السويسري خلال ولايته الأولى، حيث قاد الفريق في قرابة خمسين مواجهة، نجح خلالها في فرض كلمته بالفوز في ثلاثين مباراة، بينما لم يتذوق طعم الخسارة إلا في ست مناسبات نادرة. وتميزت تلك الفترة بغزارة تهديفية واضحة، إذ هز هجوم الفريق شباك الخصوم بتسعين هدفًا، وتُوجت هذه الجهود باعتلاء منصات التتويج مرتين؛ الأولى كانت بحصد السوبر المصري السعودي أمام الهلال، والثانية بانتزاع لقب الكونفدرالية الأفريقية في ملحمة كروية أمام نهضة بركان المغربي.

وتشير السجلات أيضًا إلى فترة ولاية ثانية امتدت بين أواخر عام 2024 وبدايات 2025، خاض فيها الفريق تحت قيادته ثلاثة عشر لقاءً تنوعت بين المنافسات المحلية والقارية، وتمكن خلالها من تحقيق الانتصار في ثماني مباريات، محافظًا على سجل جيد نسبيًا رغم قصر المدة.

وبعيدًا عن الجوانب الفنية، تسابق إدارة النادي الزمن حاليًا لحل المعضلة المالية العالقة مع المدرب السويسري نفسه، حيث يسعى المسؤولون للوصول إلى تسوية ودية بشأن مستحقاته المتأخرة التي تبلغ نحو 133 ألف دولار. ويشكل هذا المبلغ العقبة الرئيسية أمام النادي، إذ تسبب في صدور قرار بإيقاف القيد لثلاث فترات انتقالية، وهو ما يعرقل خطط تدعيم الصفوف في الميركاتو الشتوي المقبل.

وتأمل الإدارة في إنهاء هذا الملف الشائك سريعًا، سواء بالسداد المباشر أو الجدولة الودية، حيث أكدت المصادر المطلعة أن رفع الحظر عن التعاقدات مرتبط بشكل آلي بتسوية هذه المستحقات، بالإضافة إلى القضايا الأخرى المتعلقة بالجهاز الفني البرتغالي السابق، وذلك لتمهيد الطريق أمام إبرام صفقات جديدة تعيد للفريق بريقه وتساعد في عملية البناء الفني المرتقبة.