يُفترض أن تكون لحظات الصباح الأولى مفعمة بالنشاط، إلا أن البعض يصطدم بواقع مغاير تماماً يتمثل في شعور مفاجئ بالدوران وفقدان الاتزان بمجرد فتح أعينهم أو مغادرة الفراش، وهي ظاهرة شائعة لها مسببات طبية محددة. غالباً ما تكمن جذور هذه المشكلة في دهاليز الأذن الداخلية، المسؤولة عن حفظ توازن الجسم؛ فأي خلل يصيبها، سواء كان التهاباً أو اضطرابات أخرى، قد يرسل إشارات خاطئة للدماغ تؤدي إلى ضبابية الرؤية، الشعور بأن الغرفة تدور، أو حتى العجز عن المشي بثبات.

ومن أكثر المسببات شيوعاً لهذه الحالة ما يُعرف بتحرك جزيئات دقيقة أو “بلورات” داخل الأذن من موقعها الطبيعي، مما يخلق حالة من الارتباك الحسي لدى الدماغ، وتظهر أعراض هذا الخلل بشكل جلي عند تغيير وضعية الجسم أثناء النوم أو محاولة النهوض من السرير. ولا يقتصر الأمر على مشاكل الأذن فحسب، بل قد تتداخل عوامل فسيولوجية أخرى لتفاقم الشعور بالدوخة الصباحية، مثل الهبوط المفاجئ في ضغط الدم، أو التأثيرات الجانبية لبعض العقاقير الطبية، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، وهي حالة يواجهها مرضى السكري بشكل خاص.

والخبر الجيد هو أن هذه الحالات قابلة للتشخيص الدقيق والسيطرة عليها بفعالية، حيث يعتمد العلاج عادةً على تقييم شامل لنظام التوازن لدى المريض، يليه تطبيق برامج للعلاج الدهليزي أو إجراء مناورات حركية متخصصة تهدف إلى إعادة تلك البلورات إلى مكانها الصحيح، مما يعيد للجسم استقراره وينهي معاناة الدوار الصباحي.