على الرغم من الشهرة الواسعة التي يحظى بها الشاي الأخضر كأحد المشروبات الداعمة للصحة والرشاقة، إلا أنه يعد سلاحاً ذا حدين؛ فالإفراط في استهلاكه قد يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً بسبب مكوناته التي قد لا يتقبلها الجسم بكميات كبيرة. فمن الناحية العصبية، يمكن أن يتسبب المحتوى العالي من الكافيين في ظهور مشكلات متعددة، تتراوح بين صعوبات النوم والأرق، والشعور بالقلق والتوتر، وصولاً إلى تسارع نبضات القلب وارتفاع مستويات هرمون الإجهاد المعروف بالكورتيزول.
ومن زاوية أخرى، قد يكون لهذا المشروب تأثيرات سلبية على الجهاز الهضمي لدى البعض، حيث يؤدي تواجد مادتي التانين والكافيين معاً إلى تهيج المعدة، مما يولد شعوراً بعدم الراحة، أو الغثيان، وربما يتطور الأمر للإصابة بارتجاع المريء. كما تجدر الإشارة إلى أن استهلاك الشاي الأخضر قد يتعارض مع قدرة الجسم على الاستفادة من المعادن الحيوية؛ فهو يعيق عملية امتصاص الحديد، مما يشكل خطراً على المصابين بفقر الدم، وقد يؤثر سلباً على امتصاص الكالسيوم مما يهدد صحة العظام، فضلاً عن احتمالية تسببه في نوبات صداع للأشخاص ذوي الحساسية العالية تجاه المنبهات.
لذا، يتحتم التعامل مع هذا المشروب بوعي، خصوصاً بالنسبة للنساء الحوامل اللواتي يُنصحن بتوخي الحذر الشديد لتجنب المخاطر المحتملة للكافيين خلال فترة الحمل. وفي النهاية، ورغم الفوائد الجمة للشاي الأخضر في تعزيز صحة القلب ونضارة البشرة والمساعدة في إدارة الوزن، تظل القاعدة الذهبية هي “الاعتدال”، لضمان جني المنافع دون التعرض لأي آثار جانبية غير مرغوبة.
التعليقات