على الرغم من القيمة الغذائية العالية التي يتمتع بها العدس ودوره الفعال في تعزيز صحة الجهاز الهضمي بفضل احتوائه على النشا المقاوم والألياف التي تغذي البكتيريا النافعة، إلا أن الإسراف في تناوله قد يأتي بنتائج عكسية؛ فالمبالغة في إدراج الألياف ضمن النظام الغذائي قد تتحول من وسيلة لتعزيز الصحة إلى سبب رئيسي لبعض الاضطرابات المعوية المزعجة بدلاً من علاجها.
تكمن المشكلة الأساسية في نوعية السكريات المعقدة الموجودة في العدس، والتي تُعرف بـ “السكريات قليلة التعدد”، حيث يجد الجسم صعوبة في هضمها وامتصاصها بشكل كامل، ونتيجة لذلك تبقى هذه المركبات في الأمعاء مسببة تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ، وقد يتطور الأمر عند الاستهلاك المفرط إلى الإصابة بالإمساك أو مشكلات هضمية أخرى، مما يجعل العناصر المسؤولة عن الفائدة هي ذاتها المسبب للألم في بعض الأحيان.
لتجنب هذه الآثار الجانبية، يُنصح باتباع طرق تحضير ذكية مثل نقع حبات العدس في الماء طوال الليل قبل الطهي، حيث تساعد هذه الخطوة في التخلص من جزء كبير من تلك السكريات المسببة للانتفاخ، وفي حال الشعور بأي انزعاج يُفضل التوقف عن تناول العدس لفترة وجيزة حتى استقرار الحالة، ثم إعادة إدراجه ضمن الوجبات بأسلوب تدريجي وبكميات بسيطة، كإضافة مقدار ضئيل منه إلى أطباق الأرز أو السلطة لتمكين المعدة من التكيف معه بسلاسة.
التعليقات