يواجه قطاع عريض من الناس تحديات يومية تتعلق بضبط مستويات السكر في الدم والتعامل مع مشكلات مقاومة الأنسولين. وفي هذا السياق، تلعب التغذية دوراً محورياً، حيث توجد أطعمة شائعة قد تبدو عادية لكنها تؤثر سلباً على استقرار الجلوكوز. يُعد الأرز بجميع أشكاله مثالاً بارزاً؛ فالنوع الأبيض منه غني بالنشويات التي تتحلل بسرعة في الجسم، وحتى الأرز البني، رغم احتوائه على نسبة أفضل من الألياف، قد يتسبب في رفع السكر إذا لم يتم الانتباه لطريقة طهيه وحجم الكمية المتناولة، أو عدم موازنته مع عناصر غذائية أخرى كالبروتين. وينسحب الأمر ذاته على “مقرمشات الأرز” التي يُعتقد خطأً أنها وجبات خفيفة صحية، بينما هي في الواقع ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع يؤدي لتقلبات سريعة في مستويات الطاقة.

وعلى صعيد المشروبات البديلة للألبان، يجب توخي الحذر عند استهلاك حليب الشوفان؛ فرغم انتشاره الواسع، إلا أنه يحتوي على تركيز عالٍ من الكربوهيدرات التي قد تسبب طفرات غير مرغوبة في سكر الدم. وبدلاً منه، يُنصح باللجوء إلى خيارات أكثر أماناً وتوازناً مثل حليب اللوز أو الصويا أو جوز الهند الخالية من المحليات، لكونها أقل تأثيراً على معدلات الجلوكوز وتعد بدائل مثالية لمن يسعون للتحكم في حالتهم الصحية.

أما بالنسبة للفواكه، فإن درجة النضج وكيفية التناول تصنعان الفارق. الموز، على سبيل المثال، يُفضل تناوله وهو يميل إلى اللون الأخضر قليلاً أو عند تمام النضج مباشرة، حيث إن الموز شديد النضج المليء بالبقع البنية يمتلك مؤشراً جلايسيمياً أعلى يرفع السكر بوتيرة أسرع. ولتخفيف حدة هذا التأثير، من الضروري دمج الفاكهة مع مصادر للبروتين والدهون الصحية لضمان امتصاص أبطأ للسكر، مع الانتباه لأنواع أخرى قد تكون غنية جداً بالسكريات مثل البطيخ والأناناس.

وأخيراً، تكمن خطورة كبيرة في الإضافات الجانبية والمنكهات التي نضعها على أطباقنا دون تفكير. فالسكريات “المتخفية” موجودة بكثرة في مبيضات القهوة المصنعة، وصلصات الشواء (الباربكيو)، وحتى في الفواكه المجففة والصلصات الدسمة التي تضاف للسلطات؛ فجميع هذه العناصر قد تحول وجبة صحية إلى سبب رئيسي لارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم دون أن يدرك الشخص ذلك.