تتزايد الحاجة إلى تعزيز الحصانة الجسدية مع اشتداد موجات البرد وانخفاض درجات الحرارة، تزامناً مع الأوقات التي يكثر فيها انتشار العدوى الموسمية، وفي هذا الصدد تؤكد خبيرة التغذية ومؤلفة كتاب “علم التغذية”، ريان لامبرت، أن الاعتماد على نمط غذائي متوازن هو خط الدفاع الأول، لافتة النظر إلى أنه بالرغم من استحالة الاعتماد على صنف واحد أو مكمل غذائي سحري لمنع المرض تماماً، إلا أن الخيارات الغذائية الذكية تلعب دوراً محورياً في تخفيف حدة الالتهابات ودعم الجسم بمضادات الأكسدة اللازمة للتصدي للفيروسات بكفاءة أعلى.

ومن الركائز الأساسية التي توصي بها الخبيرة لتقوية المناعة، الاهتمام بصحة الأمعاء عبر تناول الأطعمة المخمرة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي ومخلل الملفوف؛ فهذه الأصناف تغذي البكتيريا النافعة وتدعم الجهاز الهضمي والمناعي في آن واحد، وبالتوازي مع ذلك يبرز دور مضادات الأكسدة كعنصر حيوي لمكافحة الإجهاد التأكسدي، حيث يمكن الحصول عليها من مصادر متنوعة ومحببة تشمل الشوكولاتة والمكسرات والشاي الأخضر، بالإضافة إلى مجموعة من الفواكه والخضراوات الملونة كالتوت بأنواعه، والبرتقال، والسبانخ، والبروكلي، والجزر، لما لها من تأثيرات إيجابية في تقليل الالتهابات.

ولا تكتمل المنظومة الغذائية الشتوية دون الحديث عن المكونات الطبيعية ذات الخصائص العلاجية، حيث يُنصح بدمج الثوم في الوجبات اليومية سواء في الغداء أو العشاء، نظراً لاحتوائه على مركب “الأليسين” الذي يتمتع بفاعلية كبيرة في مقاومة الميكروبات ومكافحة مسببات نزلات البرد وفقاً للدراسات العلمية، كما يُعتبر الزنجبيل رفيقاً مثالياً في فصل الشتاء، بفضل تاريخه الطويل في الاستخدامات العلاجية الشعبية وقدرته على تهدئة المعدة وتخفيف الغثيان، فضلاً عن مرونته العالية في المطبخ، إذ يمكن إضافته بسهولة إلى وصفات الحساء واليخنات أو تناوله كمشروب دافئ لتعزيز الدفء والمناعة.