تُشكل الإصابة بالجلطات الدماغية تهديداً حقيقياً للحياة، نظراً لما قد تخلفه من آثار صحية جسيمة أو عجز دائم، وقد ينتهي الأمر بفقدان الحياة إذا لم يتم تدارك الموقف طبياً في الوقت المناسب. لذلك، يعد الانتباه المبكر للتغيرات المفاجئة التي تطرأ على الجسم خطوة حاسمة للنجاة. من أولى العلامات التي تستدعي القلق حدوث اضطراب مباغت في القدرة على التواصل، حيث يجد الشخص نفسه عاجزاً عن نطق الكلمات بوضوح أو يخرج حديثه متلعثماً وغير مفهوم، وقد يترافق ذلك مع حالة من الذهول وعدم القدرة على استيعاب ما يقوله الآخرون له.

وبالتوازي مع المشاكل اللغوية والذهنية، غالباً ما يظهر ضعف عضلي أو شعور بالخدر يصيب جهة واحدة من الجسم دون الأخرى، سواء في الوجه أو الأطراف العلوية والسفلية. وللتحقق من ذلك، يمكن ملاحظة ملامح الوجه عند محاولة الابتسام، فقد يتدلى جانب واحد من الفم بشكل ملحوظ، أو عند طلب رفع اليدين إلى الأعلى، إذ تعجز إحدى الذراعين عن الثبات وتبدأ في الهبوط لا إرادياً، مما يشير إلى وجود خلل عصبي.

إلى جانب هذه الأعراض الحركية، قد تتأثر الحواس بشكل كبير ومفاجئ، فيعاني المصاب من تشوش في الرؤية أو عتمة تصيب إحدى العينين أو كلتيهما، وأحياناً يرى الأشياء بشكل مزدوج. وقد يتزامن هذا المشهد مع نوبة صداع حادة وغير مألوفة تضرب الرأس دون سابق إنذار، وتكون مصحوبة عادةً بدوار شديد، ورغبة في القيء، واضطراب عام في درجات الوعي. كما يفقد الجسم سيطرته على التوازن، مما يجعل المشي أمراً عسيراً، حيث يميل المصاب للتعثر وفقدان القدرة على تنسيق حركاته بشكل طبيعي.