مع دخول فصل الشتاء، تتداخل المشهد الصحي بين نزلات البرد المعتادة والأنفلونزا الموسمية، بالتزامن مع الحديث عن ظهور سلالة متحورة جديدة من الفيروس التاجي في الأجواء المصرية، وهو ما أكده خبراء المناعة والحساسية. وعلى الرغم من القلق الذي قد يساور البعض، إلا أن التطمينات الطبية تشير إلى تراجع حدة الفيروس بشكل ملحوظ ليصبح أقل شراسة وفتكاً مقارنة بسنوات الجائحة الأولى، مع التشديد المستمر على دور اللقاحات في توفير الحماية اللازمة ضد أي تغيرات طارئة.

وفيما يخص العلامات التي قد تشير إلى التقاط العدوى، فإن فترة حضانة الفيروس تتراوح عادةً بين يومين وأسبوعين قبل أن يبدأ الجسم في التفاعل، حيث يواجه المصاب مجموعة متنوعة من الأعراض قد تشمل الإرهاق الشديد وآلاماً متفرقة في العضلات والجسم، إلى جانب السعال الجاف وضيق التنفس. كما تتضمن المؤشرات الشائعة ارتفاع درجات الحرارة والشعور بالقشعريرة، بالإضافة إلى اضطرابات معوية ومشاكل في الجهاز الهضمي، وفقدان مفاجئ لحاستي الشم والتذوق، وهي علامات قد تتشابه كثيراً مع أعراض البرد التقليدية مثل الرشح والتهاب الحلق.

وللتمييز بين الإصابة بالفيروس وبين الأمراض التنفسية الأخرى، يركز الأطباء على مراقبة درجة الحرارة التي قد تصل لمستويات مرتفعة، وملاحظة أي صعوبات في التنفس، حيث تعد هذه المؤشرات -إلى جانب فقدان الحواس- من العلامات المميزة التي تستدعي الانتباه، خاصة وأن بعض التبعات الصحية قد تستمر لفترة حتى بعد التعافي.

وللحماية من مختلف أنواع العدوى الفيروسية، يبقى الالتزام بقواعد النظافة العامة هو خط الدفاع الأول، وذلك من خلال المداومة على غسل اليدين وتعقيمهما، وتطهير الأسطح المشتركة بانتظام. كما ينبغي الحرص على اتباع آداب العطس والسعال بتغطية الأنف والفم، والحفاظ على مسافات آمنة عند التعامل مع الآخرين، لا سيما من تظهر عليهم علامات المرض، مع تجنب مشاركة الأدوات الشخصية لضمان بيئة صحية آمنة للجميع.