في عالم التغذية العلاجية، غالبًا ما يُنظر إلى البذور على أنها مجرد إضافات ثانوية، إلا أن طبيب القلب الهندي المخضرم ألوك تشوبرا، الذي يحمل في جعبته أكثر من أربعة عقود من الخبرة الطبية، يرى الأمر بمنظور مغاير تمامًا. فقد وصف هذه الحبيبات الصغيرة بأنها “ذخائر صحية كامنة” تلعب دورًا محوريًا في تعزيز مناعة الجسم، وضمان التوازن الحيوي، وتحسين كفاءة الجهاز الهضمي، مشددًا في نصائحه التي شاركها عبر منصات التواصل الاجتماعي على ضرورة فهم الكيفية الصحيحة لاستهلاكها لتفادي أي آثار جانبية محتملة ولتحقيق أقصى استفادة منها.

عند الحديث عن صحة القلب وتوازن الهرمونات، تأتي بذور الكتان في المقدمة بفضل محتواها العالي من أحماض أوميغا-3، وينصح الطبيب بضرورة طحنها قبل الأكل، سواء مع الزبادي أو المشروبات، لضمان الامتصاص الجيد، مع تجنبها لمن يعانون من اضطرابات معوية كالإسهال. وفي سياق مشابه، تبرز بذور الشيا كمنجم للطاقة والترطيب، غير أن الاستفادة منها تتطلب نقعها في الماء لفترة تتراوح بين نصف ساعة وساعتين، حيث يحذر الخبراء من تناولها جافة لما قد تسببه من مخاطر الاختناق أو انتفاخ البطن.

وتزخر الطبيعة بخيارات أخرى غنية بالمعادن، مثل بذور اليقطين التي تُعد درعًا للمناعة بفضل الزنك، وبذور البطيخ التي توفر المغنيسيوم والحديد والبروتين، وكلاهما يمكن تناوله محمصًا ولكن بحذر شديد فيما يخص الكميات نظرًا لمحتواهما العالي من السعرات الحرارية. وينطبق مبدأ الاعتدال أيضًا على بذور البطيخ الأصفر (الشمام) التي تدعم القلب والهضم، وكذلك بذور دوار الشمس الغنية بفيتامين (E) الصديق للبشرة والقلب، والتي يُفضل استهلاكها دون ملح لتجنب ارتفاع ضغط الدم.

ولتحقيق التوازن بين الشبع والقيمة الغذائية، تُعد بذور اللوتس خيارًا ممتازًا للبروتين، ويُستحسن تحميصها منزليًا للابتعاد عن المواد الحافظة والصوديوم الموجود في الأنواع التجارية. أما بذور السمسم، فهي مصدر رائع للكالسيوم المفيد للعظام والشعر، ويفضل تحميصها خفيفًا مع تقليل تناولها في الأجواء الحارة لمن يتحسسون من الحرارة. وأخيرًا، لراحة الجهاز الهضمي، يمكن اللجوء لمضغ بذور الشمر بعد الأكل لإنعاش النفس، أو شرب منقوع بذور الكزبرة بعد تصفيته للمساعدة في التخلص من الانتفاخ وتحسين الهضم بشكل طبيعي وآمن.