في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تواجهها معظم الأسر، أصبح البحث عن بدائل غذائية توفر في الميزانية دون التنازل عن المذاق الشهي هدفاً يومياً لكل مدبري المنازل، والمفاجأة السارة تكمن في إمكانية تحضير وجبة عشاء أو غداء مشبعة ولذيذة تكفي لأربعة أشخاص تقريباً بتكلفة لا تتجاوز الخمسين جنيهاً، معتمدة بالكامل على خيرات المنزل ودون الحاجة لشراء اللحوم أو الدواجن، ومع ذلك تمنحك نكهة غنية تضاهي أطباق المطاعم الشعبية المحببة.

تعتمد هذه الوصفة السحرية على مكونات بسيطة للغاية غالباً ما تكون متوفرة في خزانة مطبخك، حيث تتألف العناصر الأساسية من نصف كيلوجرام من البطاطس، وبصلتين متوسطتي الحجم، وبيضتين فقط، بالإضافة إلى القليل من الزيت وملعقة صغيرة من الثوم المفروم، ولإضفاء النكهة المميزة يتم استخدام مزيج من التوابل يشمل الملح والفلفل الأسود ورشة من الكمون، ويمكن تعزيز الطعم بالقليل من البابريكا أو الشطة لمن يفضل المذاق الحار، وتقدم هذه المكونات البسيطة وجبة متكاملة العناصر الغذائية.

لتحضير هذا الطبق بمهارة، يُنصح بالبدء بتقشير البطاطس وتقطيعها إلى مكعبات صغيرة جداً أو شرائح رقيقة، فكلما صغر الحجم زادت سرعة النضج وتشبعت القطع بالنكهات، وفي مقلاة على نار هادئة، يتم تشويح شرائح البصل في الزيت حتى تذبل وتكتسب لوناً ذهبياً فاتحاً، وهذه الخطوة تحديداً هي حجر الزاوية في بناء طعم “التسبيكة” الغني، بعدها يضاف الثوم لثوانٍ معدودة قبل وضع البطاطس وتقليبها جيداً لتتغلف بالمادة الدهنية ونكهة البصل، ثم تُغطى المقلاة وتترك لتنضج على نار هادئة مع التقليب المستمر، ويمكن إضافة قطرات بسيطة من الماء إذا دعت الحاجة لضمان عدم الالتصاق.

بعد التأكد من تمام نضج البطاطس ولينها، تأتي مرحلة التبخير بإضافة التوابل والتقليب لمزج المكونات، وتختتم الوصفة بصنع فجوة صغيرة وسط المقلاة لإضافة البيض، حيث يتم تقليبه حتى ينضج ويمتزج مع باقي المكونات ليظل طرياً ويعطي قواماً متجانساً، ويكمن سر نجاح هذه الوصفة ومذاقها المميز في الصبر على تسوية البصل وعدم حرقه، وإضافة الكمون في اللحظات الأخيرة للحفاظ على رائحته، وتجنب استخدام النار العالية التي قد تجفف البطاطس وتفقدها طراوتها.

تتعدد طرق تقديم هذا الطبق الاقتصادي ليناسب كافة الأذواق، حيث يمكن حشوه داخل الخبز البلدي أو الفينو كسندوتشات سريعة، أو تقديمه في طبق رئيسي بجوار السلطة الخضراء والطحينة أو الزبادي، مما يجعله خياراً مثالياً للأيام المزدحمة كونه لا يتطلب وقتاً طويلاً في الإعداد، كما أنه خفيف على المعدة ومناسب للإفطار في اليوم التالي، موفراً بذلك حلاً عملياً يجمع العائلة حول مائدة واحدة بأقل التكاليف وألذ الطعوم.