في إطار التوعية بسلامة الغذاء، قدمت الدكتورة سماح نوح، الخبيرة في مجال الإرشاد البيطري، مجموعة من الإرشادات الحيوية تتعلق بضرورة فحص الحليب بصرياً وحسياً قبل استهلاكه، مؤكدة أن أي تغير في لونه الطبيعي قد يحمل دلالات خطيرة تتعلق بصلاحيته أو الحالة الصحية للماشية. فظهور اللون الأحمر أو وجود رواسب دموية في قاع الإناء يُعد علامة تحذيرية قوية تشير إلى إصابة الحيوان بالتهابات في الضرع أو جروح ناتجة عن ممارسات الحلب الخاطئة، وهو ما يجعله محملاً ببكتيريا ضارة لا يمكن القضاء عليها حتى بالغليان، مما يستوجب التخلص منه فوراً.

وفيما يخص التدرجات اللونية الأخرى، أوضحت الخبيرة أن اللون الأصفر يحمل معنيين مختلفين؛ فإذا كان فاتحاً وخالياً من الروائح الكريهة، فهو ناتج طبيعي عن صبغة الكاروتين الموجودة في غذاء الأبقار، أما إذا تحول إلى أصفر داكن وصاحبته رائحة منفرة، فهذا دليل قاطع على وجود نشاط بكتيري وفساد في المنتج. وعلى النقيض، فإن ميل لون الحليب إلى الزرقة الخفيفة غالباً ما يكون أمراً طبيعياً وصحياً يرتبط بنزع الدسم وانعكاس الضوء على جزيئات البروتين، ولا يدعو للقلق.

وبالنتقال إلى مؤشرات التذوق والشم، فإن الحليب السليم يتميز بطعم يجمع بين حلاوة سكر اللاكتوز وملوحة المعادن الطبيعية، بينما ظهور أي نكهات شاذة مثل المرارة الشديدة، أو الطعم اللاذع، أو الزنخ، يشير بوضوح إلى نمو بكتيري، أو سوء في عمليات التخزين، أو خلل في النظام الغذائي للحيوان. كما أن الطعم الذي يوحي بالاحتراق قد ينتج عن عدم تبريد الحليب بالسرعة الكافية بعد الحلب.

واختتمت التوصيات بتوضيح طرق كشف الغش وعلامات التلف النهائي، حيث يمكن تمييز الحليب المغشوش بكونه لا يترك أثراً دسمًا على جدران الأوعية الزجاجية، ويفتقر للملمس الدهني عند فركه بالأصابع، وقد تضاف إليه مواد كالنشا لزيادة كثافته. أما علامات الفساد الصريحة فتتمثل في انبعاث رائحة حمضية نفاذة، وتغير القوام ليصبح متكتلاً أو “مقطعاً”، بالإضافة إلى أي تغير لوني غريب. ولضمان السلامة، يُنصح دائماً بالتعامل مع مصادر موثوقة عند شراء الحليب الطازج، أو استخدام الأنواع المبسترة المعبأة في زجاجات شفافة تسمح للمستهلك بمعاينة لون المنتج وحالته قبل الشراء.