يسعى الكثيرون لفهم العوامل الكامنة وراء اعتلال عضلة القلب سعيًا لتجنبها والحفاظ على الصحة العامة، فالقلب لا يتأثر بمعزل عن محيطه، بل قد تنشأ المشاكل نتيجة أضرار مباشرة تصيبه، مثل تعرض أنسجته للتلف أو التندب، أو حدوث انسداد في الشرايين، بالإضافة إلى تأثير بعض الممارسات الحياتية الخاطئة والعقاقير الطبية التي قد تضعف وظائفه بمرور الوقت.
من الضروري إدراك أن صحة القلب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسلامة باقي أجهزة الجسم؛ فالتهاون في علاج بعض الاضطرابات الصحية قد يمهد الطريق للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. على سبيل المثال، يشكل ارتفاع ضغط الدم عبئًا كبيرًا على القلب، كما أن الخلل في وظائف الكلى أو اضطرابات الغدة الدرقية ينعكس سلبًا على الدورة الدموية، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الأمراض المناعية الذاتية والالتهابات والعدوى في أي جزء من الجسم، حتى وإن كانت بعيدة عن القلب، قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقراره.
تتداخل أيضًا عوامل أخرى تتنوع بين البيولوجية والمكتسبة؛ فالتقدم في العمر وما يصاحبه من تراجع في كفاءة الجسم، إلى جانب المضاعفات التي قد تحدث أثناء الحمل، تعد من الأمور التي تستوجب الرعاية. ورغم أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في الإصابة، إلا أنه يمكن الحد من خطورتها عبر الالتزام بنمط حياة صحي والمتابعة الطبية المستمرة. وفي المقابل، توجد مؤثرات خارجية شديدة الخطورة يجب الحذر منها، مثل تعاطي المواد المسببة للإدمان، أو الآثار الجانبية لبعض العلاجات القوية كالعلاج الكيميائي، وجميعها أسباب تتضافر لتزيد من احتمالية تضرر القلب.
التعليقات