يُعد نقص الحديد السبب الرئيسي والأكثر انتشارًا للإصابة بفقر الدم، حيث يرسل الجسم عند حدوثه إشارات تحذيرية متنوعة تنبه إلى وجود خلل صحي. وتبدأ هذه العلامات عادةً بشعور عام بالوهن وتراجع واضح في مستويات الطاقة والنشاط، وغالبًا ما يلاحظ المصاب شحوبًا في لون بشرته. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المريض من نوبات صداع، وشعور بضيق في النفس حتى مع المجهود البسيط، فضلًا عن إحساس مزعج بتسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.
وإلى جانب تلك الأعراض التقليدية، قد تظهر مؤشرات أخرى أقل شيوعًا لكنها ترتبط بالحالة ذاتها، منها حدوث تغيرات في حاسة التذوق أو سماع طنين في الأذن. كما قد يمتد التأثير ليشمل الأطراف والجلد، مثل تقعر الأظافر لتشبه الملعقة، وتساقط الشعر، والشعور بحكة في الجلد، أو ظهور تشققات مؤلمة عند زوايا الفم والتهاب اللسان. ومن العلامات الغريبة التي قد تظهر أيضًا ما يعرف بـ “الوحم” أو اشتهاء مواد غير غذائية كالثلج والورق، بالإضافة إلى صعوبة في البلع ومتلازمة تململ الساقين.
يعتمد المسار العلاجي لهذه الحالة بشكل أساسي على التعامل مع السبب الجذري للمشكلة، وغالبًا ما يصف الأطباء مكملات الحديد لتعويض المخزون المستنزف، وهي خطة علاجية قد تمتد لنحو ستة أشهر. ولضمان فاعلية العلاج، يُنصح بتعزيز قدرة الجسم على امتصاص الأقراص من خلال تناولها مع مصادر فيتامين سي، كشرب كوب من عصير البرتقال بعدها مباشرة.
وبالتوازي مع العلاج الدوائي، يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في استعادة التوازن، حيث يشدد الخبراء على ضرورة تنويع مصادر الطعام لتشمل اللحوم والبقوليات المختلفة كالعدس والفاصوليا والبازلاء. كما يُوصى بالتركيز على الخضروات الورقية الداكنة، وتناول الفواكه المجففة كالمشمش والزبيب، والاعتماد على المنتجات المدعمة بالحديد مثل بعض أنواع الخبز والحبوب لضمان الحصول على كميات كافية من هذا المعدن الحيوي.
التعليقات