تُشكل الإصابة بأورام الدماغ تحديًا صحيًا جسيمًا يستوجب اليقظة والانتباه لأي تغيرات تطرأ على الجسم، وذلك لضمان التشخيص المبكر الذي يعزز فرص الشفاء، وتتنوع المؤشرات الدالة على وجود هذا المرض لتشمل طيفًا واسعًا من الأعراض الجسدية والعصبية. من أبرز هذه العلامات التغيرات الملحوظة في نمط الصداع، حيث قد يشعر المريض بضغط غير معتاد في الرأس يزداد حدةً وتواترًا بمرور الوقت، وغالبًا ما يكون الألم في ذروته خلال ساعات الصباح الأولى، وقد يتشابه هذا الألم في طبيعته مع الصداع النصفي أو ذلك الناتج عن التوتر العصبي.

وإلى جانب آلام الرأس، قد تظهر مجموعة من الاضطرابات الحسية والحركية التي تؤثر على جودة حياة الفرد، مثل المعاناة من الغثيان المستمر أو نوبات القيء، بالإضافة إلى حدوث خلل في حاسة البصر يتمثل في ضبابية الرؤية، أو ازدواجيتها، وربما فقدان القدرة على رؤية الأشياء الجانبية. كما يمتد التأثير ليشمل التوازن الجسدي، حيث قد يجد المريض صعوبة في المشي بثبات أو يشعر بالدوار والدوخة، وقد يتطور الأمر لفقدان الإحساس أو الحركة في أحد الأطراف كاليدين أو الساقين.

على الصعيد الإدراكي والسلوكي، قد تطرأ تغيرات جوهرية تؤثر على شخصية الفرد وتفاعله مع محيطه؛ إذ قد يعاني من تشتت ذهني يعيق أداء المهام اليومية الروتينية، أو يواجه صعوبات في الذاكرة والقدرة على استيعاب وتنفيذ الأوامر البسيطة. كذلك، قد تظهر مشاكل في النطق والسمع، وشعور دائم بالإعياء الشديد دون بذل مجهود يذكر. وفي بعض الحالات، قد تكون الإشارة التحذيرية عبارة عن نوبات صرع مفاجئة لدى أشخاص ليس لديهم تاريخ مرضي سابق بذلك، أو تغيرات غير مبررة في الشهية تؤدي إلى نهم شديد وزيادة في الوزن.